ذكر عدة حوادث

في هذه السنة عزل السلطان مسعود وزيره شرف الدين أنوشروان بن خالد ، وعاد إلى بغداد ، وأقام بداره معزولا ، ووزر بعده كمال الدين أبو البركات بن سلمة الدركزيني ، وهو من خراسان . وفيها ثار العيارون ببغداد عند اجتماع العساكر بها ، وقتلوا في البلد ، ونهبوا الأموال ظاهرا ، وكثر الشر ، فقصد الشحنة شارع دار الرقيق ، وطلب العيارين ، فثار عليه أهل المحال الغربية ، فقاتلهم ، وأحرق الشارع ، فاحترق فيه خلق كثير ، ونقل الناس أموالهم إلى الحريم الطاهري ، فدخله الشحنة ، ونهب منه مالا كثيرا .

ثم وقعت الفتنة ببغداد بين أهل باب الأزج وبين أهل المأمونية ، وقتل بينهم جماعة ثم اصطلحوا . فيها سار قراسنقر في عساكر كثيرة في طلب الملك داود ابن السلطان محمود ، فأقام السلطان مسعود ببغداد ، ولم يزل قراسنقر يطلب داود حتى أدركه عند مراغة ، فالتقيا وتصافا ، واقتتل العسكران قتالا عظيما ، فانهزم داود ، وأقام قراسنقر بأذربيجان ، وأما داود فإنه قصد خوزستان فاجتمع عليه هناك عساكر كثيرة من التركمان وغيرهم ، بلغت عدتهم نحو عشرة آلاف فارس ، فقصد تستر وحاصرها ، وكان عمه الملك سلجوقشاه ابن السلطان محمد بواسط ، فأرسل إلى أخيه السلطان مسعود يستنجده ، فأمده بالعساكر ، فسار إلى داود وهو يحاصر تستر ، فتصافا ، فانهزم سلجوقشاه . ومن الحوادث فيها:

أن الراشد خلع على بكبه الشحنة خلعة تامة وعلى العميد وذلك يوم السبت غرة المحرم وقلد الطاهر أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمر نقابة الطالبيين مكان أبيه .

ونهب عسكر زنكي في طريقهم بأوانا .

التالي السابق


الخدمات العلمية