ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

أبو الفضل الإسكاف المقرئ ويعرف بابن العالمة بنت الداري

أحمد بن هبة الله بن الحسين ، أبو الفضل الإسكاف المقرئ ويعرف بابن العالمة بنت الداري:

ولد سنة ثمان وخمسين ، وتلقن القرآن على الشيخ أبي منصور الخياط ، وقرأ بالقراءات على أبي الوفاء بن القواس ، وغيره . وسمع أبا الحسين ابن النقور ، والصريفيني وغيرهما ، وسمعت منه الحديث ، وكان ثقة أمينا .

وتوفي في شوال هذه السنة . جوهرة بنت عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري

[جوهرة بنت عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري:

سمعت جدنا وحدثت ، وتوفيت في هذه السنة] . أبو الحسن الموحد المعروف بابن البقشلان

علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي ، أبو الحسن الموحد المعروف بابن البقشلان:

كذا رأيته بخط شيخنا ابن ناصر الحافظ ، وقال غيره: البقشلام بالميم ، قال أبو زكريا بن كامل: إنما قيل له ابن البقشلام لأن أباه وجده مضيا إلى قرية يقال لها شلام ، فبات بها وكانت كثيرة البق فكان طول الليل يقول: بق شلام ، ورجع إلى بغداد يحكي ذلك ويذكره فبقي عليه الاسم .

ولد أبو الحسن في شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ، وسمع من القضاة أبي الحسين بن المهتدي ، وأبي يعلى بن الفراء ، وهناد النسقي ، ومن أبي جعفر ابن المسلمة ، وأبي الحسين ابن النقور ، وأبي بكر بن سياووس ، وغيرهم ، وحدثنا عنهم ، وكان سماعه صحيحا ، وظاهره الثقة .

قال شيخنا أبو الفضل ابن ناصر ، : كان في خدمة السلطان ، وكان يظلم جماعة من أهل السواد وغيرهم ، وكان في أيام الفتن مع أهل البدع ، ولم يكن من أهل السنة ولا العارفين بالحديث ، فلا يحتج بروايته .

وتوفي ليلة السبت خامس رمضان ، ودفن بباب أبرز عند الظفرية . أبو محمد الفرضي

علي بن الخضر بن أسا أبو محمد الفرضي:

سمع أبا القاسم ابن البسري ، وأبا الحسين ابن النقور ، وكان سماعه صحيحا ، وحدث ، وقرأ الفرائض على أبي حكيم الخبري ، وأبي الفضل الهمذاني . وكان قيما بعلم الفرائض والحساب .

وتوفي يوم الأربعاء ثالث ربيع الأول ، ودفن بباب أبرز . أبو الحسن الأصفهاني

محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدويه ، [أبو الحسن] الأصفهاني .

ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة ، سمع الكثير وحدث وكان حسن السيرة ثقة ثبتا .

ذكره شيخنا أبو الفضل ابن ناصر ، ، وأثنى عليه . أبو عبد الله الجويني

محمد بن حمويه بن محمد بن حمويه ، أبو عبد الله الجويني:

وجوين من نواحي نيسابور ، روى الحديث وكان صدوقا ، وكان من المشهورين بالعلم والزهد ، وله كرامات ، ودخل إلى بعض البلدان ، فلما أراد الخروج ودعهم ببيتين فقال:


لئن كان لي من بعد عود إليكم قضيت لبانات الفؤاد لديكم     وإن تكن الأخرى وفي الغيب عبرة
وحال قضاء فالسلام عليكم

توفي في هذه السنة ، ودفن في بعض قرى جوين . أبو بكر الأفراني النسفي

محمد بن أحمد بن أفريغون ، أبو بكر الأفراني النسفي :

وأفران من قرى نخشب .

ورد إلى بغداد حاجا ، ثم عاد إلى بلده ، سمع الحديث ببلده وحدث ، وكان فقيها صالحا ، فتوفي يوم الأربعاء سادس عشرين شوال . أبو نصر الفرضي الحاسب الضرير

محمد بن موهوب ، أبو نصر الفرضي الحاسب الضرير:

كان على غاية في علمه . أبو بكر العامري المعروف بابن الجنازة

محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب ، أبو بكر العامري المعروف بابن الجنازة :

سمع ببغداد أبا محمد التميمي ، وأبا الفوارس طرادا ، وأبا الخطاب بن النظر ، وأبا عبد الله بن طلحة ، وسمع بنيسابور من جماعة وببلخ وهراة ، ودخل مرو ، وجال في خرسان ، وشرح كتاب "الشهاب" وكانت له معرفة بالحديث والفقه ، وكان يتدين ويعظ ويتكلم على طريقة التصوف والمعرفة من غير تكلف الوعاظ ، فكم من يوم صعد المنبر وفي يده مروحة يتروح بها وليس عنده أحد يقرأ كما تفعل القصاص ، وقرأت عليه كثيرا من الحديث والتفسير ، وكان نعم المؤدب ، يأمر بالإخلاص وحسن القصد ، وكان ينشد:


كيف احتيالي وهذا في الهوى حالي     والشوق أملك بي من عذل عذالي
وكيف أسلو وفي حبي له شغل     يحول بين مهماتي وأشغالي

وبنى رباطا بقراح ظفر ، فاجتمع جماعة من المتزهدين فلما احتضر قال له أصحابه: أوصنا ، فقال: أوصيكم بثلاث: بتقوى الله ، ومراقبته في الخلوة ، واحذروا مصرعي هذا عشت إحدى وستين سنة ، وما كأني رأيت الدنيا . ثم قال لبعض أصحابه:

انظر هل ترى جبيني يعرق؟ قال: نعم فقال: الحمد لله هذه علامة المؤمن . يريد بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يموت بعرق الجبين" ثم بسط يده عند الموت ، وقال:


ها قد مددت يدي إليك فردها     بالفضل لا بشماتة الأعداء

وهذا البيت لأبي نصر القشيري تمثل به شيخنا هذا ، وقال: أرى المشايخ بين أيديهم أطباق وهم ينتظرونني ، ثم مات ليلة الأربعاء منتصف رمضان هذه السنة ، ودفن في رباطه وجاء الغرق في سنة أربع وخمسين فهدم تلك المحلة والرباط وعفي أثر القبر . أبو عبد الله الصاعدي الفراوي

محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس ، أبو عبد الله الصاعدي الفراوي :

من أهل نيسابور ، وأبوه من أهل ثغر فراوة ، سكن نيسابور فولد محمد بها على سبيل التقدير في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، سمع صحيح البخاري من أبي عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار ، وسمع صحيح مسلم من أبي الحسين عبد الغافر الفارسي ، وسمع بنيسابور من أبي عثمان الصابوني ، وأبي بكر البيهقي ، وأبي القاسم القشيري ، وأبي المعالي الجويني وغيرهم ، وورد بغداد حاجا فسمع بها من أبي نصر الزينبي وعاصم ، وسمع بالمدينة وغيرها من البلدان ، وكان فقيها مفتيا مناظرا محدثا واعظا ظريفا حسن المعاشرة طلق الوجه كثير التبسم [جوادا] يخدم الغرباء بنفسه مع كبر السن وأملى أكثر من ألف مجلس وما ترك الإملاء إلى حين وفاته .

وقال عبد الرشيد بن علي الطبري: "الفراوي ألف راوي" .

وحدثني أبو محمد ابن الشاطر التاجر: أن ذلك كان مكتوبا على خاتمه "الفراوي ألف راوي" وحمل في رمضان هذه السنة إلى قبر مسلم بن الحجاج بنصراباذ فتمم عليه قراءة الصحيح عند قبر المصنف ، فلما فرغ من القراءة بكى وأبكى الحاضرين ، وقال:

لعل هذا الكتاب لا يقرأ علي بعد هذا .

فتوفي في شوال هذه السنة ، وما قرئ عليه الكتاب بعد ذلك ، وكان قد قرأ عليه الكتاب صاحبه عبد الرزاق بن أبي نصر الطبسي سبع عشرة مرة [ودفن عند قبر محمد بن إسحاق ابن خزيمة] . أبو الفتح بن أبي عبد الله

المظفر بن الحسين بن علي بن أبي نزار المردوسي ، أبو الفتح بن أبي عبد الله:

ولد سنة ست وخمسين وأربعمائة ، وكان أحد الحجاب ثم ترك ما كان فيه وغير لباسه ولبس الفوط وتزهد ، وقد سمع أبا القاسم بن البسري ، وأبا منصور بن عبد العزيز وغيرهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية