[ورود أبي البركات وزير السلطان مسعود]

أنه ورد أبو البركات ابن مسلمة وزير السلطان مسعود فقبض على أبي الفتوح بن طلحة ، وقرر عليه مائة ألف دينار يحصلها من ماله ومن الناس ومن دار الخلافة ، فبعث إليه المقتفي فقال: ما رأينا أعجب من أمرك أنت تعلم أن المسترشد سار إليك بأمواله فجرى ما جرى وعاد أصحابه عراة ، وولي الراشد ففعل ما فعل ثم رحل وأخذ ما بقي من الأموال ولم يبق في الدار سوى الأثاث فأخذته جميعه وتصرفت في دار الضرب ودار الذهب ، وأخذت التركات والجوالي فمن أي وجه نقيم لك هذا المال؟ وما بقي إلا أن نخرج من الدار ونسلمها ، فإني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ من المسلمين حبة واحدة ظلما ، فلما سمع هذه الرسالة أسقط ستين وطالب بأربعين ، وأما ما قرر من أموال الناس فأنكره السلطان ولم يكن منه ، وأما ما كان من دار الخلافة فتلاشى ولم يتم ، وقام صاحب المخزن من خاصه بعشرة آلاف دينار جبيت من الناس وتقدم السلطان بجباية العقار فلقي الناس من ذلك شدة وخرج رجل [صالح] يقال له ابن الكواز فلقي السلطان بالميدان ، وقال له: "أنت المطالب بما يجري على الناس فما يكون جوابك فانظر بين يديك ، ولا تكن كمن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فأسقط ذلك" .

التالي السابق


الخدمات العلمية