في هذه السنة زلزلت الأرض زلزلة عظيمة ، فقيل إن جبلا مقابل حلوان ساخ في الأرض . وفيها ولي أبو المظفر يحيى بن هبيرة وزارة الخليفة المقتفي لأمر الله ، وكان قبل ذلك صاحب ديوان الزمام ، وظهر له كفاية عظيمة عند نزول العساكر بظاهر بغداد ، وحسن قيام في ردهم ، فرغب الخليفة فيه ، فاستوزره يوم الأربعاء رابع ربيع الآخر سنة أربع وأربعين [ وخمسمائة ] ، وكان القمر على تربيع زحل ، فقيل له : لو أخرت لبس الخلعة لهذه التربيعات ؟ فقال : وأي سعادة أكبر من وزارة الخليفة ؟ ولبسها ذلك اليوم . وفيها في المحرم رخصت الأسعار بالعراق ، وكثرت الخيرات ، وخرج أهل السواد إلى قراهم . وخرج في هذه السنة نظر الخادم بالحاج ، فلما بلغ الكوفة مرض فعاد ورتب قيماز الأرجواني مكانه ، فلما وصل إلى بغداد توفي بعد أيام . وفي هذه السنة : اشتدت بالناس علة برسامية وسرسامية عمت الخلق فكانوا إذا مرضوا لا يتكلمون ولا يطول بهم الأمر .