ثم دخلت سنة إحدى وستين وخمسمائة

ذكر فتح المنيطرة من بلد الفرنج

في هذه السنة فتح نور الدين محمود بن زنكي حصن المنيطرة من الشام ، وكان بيد الفرنج ، ولم يحشد له ، ولا جمع عساكره ، وإنما سار إليه جريدة على غرة منهم ، وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا وجمعوا ، وانتهز الفرصة وسار إلى المنيطرة وحصره ، وجد في قتاله ، فأخذه عنوة وقهرا ، وقتل من بها وسبى ، وغنم غنيمة كثيرة ، فإن الذين به كانوا آمنين ، فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لا يشعرون ، ولم يجتمع الفرنج لدفعه إلا وقد ملكه ، ولو علموا أنه جريدة في قلة من العساكر لأسرعوا إليه ، إنما ظنوه أنه في جمع كثير . فلما ملكه تفرقوا وأيسوا من رده .

التالي السابق


الخدمات العلمية