وفيها عزل صلاح الدين قضاة مصر ; لأنهم كانوا شيعة وولى قضاء القضاة بها لصدر الدين عبد الملك بن درباس الماراني الشافعي ، واستناب في سائر المعاملات قضاة شافعية وبنى مدرسة للشافعية وأخرى للمالكية ، واشترى ابن أخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه دارا كانت تعرف بمنازل العز ، وجعلها مدرسة للشافعية ، ووقف عليها الروضة وغيرها ، وعمر صلاح الدين أسوار البلد ، وكذلك أسوار إسكندرية ، وأحسن إلى الرعايا إحسانا كثيرا ، وركب فأغار على بلاد الفرنج بنواحي عسقلان وغزة وخرب قلعة كانت لهم على أيلة ، وقتل خلقا كثيرا من مقاتلتهم ، وتلقى أهله وهم واردون من الشام ، واجتمع شمله بهم بعد فرقة طويلة ، وفيها قطع صلاح الدين الأذان بحي على خير العمل من ديار مصر كلها ، وشرع في تمهيد الخطبة لبني العباس على المنابر .

التالي السابق


الخدمات العلمية