غزو ابن عبد المؤمن الفرنج بالأندلس
في سنة ثمان وستين وخمسمائة جمع أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عساكره ، وسار من إشبيلية إلى الغزو ، فقصد بلاد الفرنج ، ونزل على مدينة وبذة ، وهي بالقرب من طليطلة شرقا منها ، وحصرها ، واجتمعت الفرنج على ابن الأذفونش ملك طليطلة في جمع كثير ، فلم يقدموا على لقاء المسلمين .
فاتفق أن الغلاء اشتد على المسلمين ، وعدمت الأقوات عندهم ، وهم في جمع كثير ، فاضطروا إلى مفارقة بلاد الفرنج ، فعادوا إلى إشبيلية .
وأقام أبو يعقوب بها إلى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، وهو في ذلك يجهز العساكر ويسيرها إلى غزو بلاد الفرنج في كل وقت ، فكان فيها عدة وقائع وغزوات ظهر فيها من العرب من الشجاعة ما لا يوصف ، وصار الفارس من العرب يبرز بين الصفين ويطلب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج ، فلا يبرز إليه أحد ، ثم عاد أبو يعقوب إلى مراكش .