ذكر
خلاف الكنز بصعيد مصر
وفي أول سنة سبعين وخمسمائة خالف الكنز بصعيد مصر وكان ذلك مما عوق الملك الناصر عن الشام أيضا ، أن رجلا يعرف بالكنز - سماه بعضهم عباس بن شادي - وكان من مقدمي الديار المصرية ومن الدولة الفاطمية - وإنما هي العبيدية - كان قد انتزح إلى أسوان ، وجعل يجمع عليه الناس ، فاجتمع عليه خلق كثير من الرعاع من الحاضرة والعربان ، وكان يزعم لهم أنه سيعيد الدولة الفاطمية ويدحض الأتابكة التركية فالتف عليه خلق كثير وجم غفير ، ثم قصد قوص وأعمالها ، وقتل طائفة من أمرائها ورجالها ، فجرد إليه الملك صلاح الدين طائفة من الجيش المصري ، وأمر عليهم أخاه الملك العادل سيف الدين أبا بكر الكردي ، فلما التقيا هزمه أبو بكر ، وأسر أهله وقتله كما جرى لمقدم بني حنيفة ، ولهذا جعل الله دولة بني أيوب عالية منيفة .