فتح عدة حصون

في مدة مقام صلاح الدين بعكا تفرق عسكره إلى الناصرة ، وقيسارية ، وحيفا ، وصفورية ، ومعليا ، والشقيف ، والفولة ، وغيرها من البلاد المجاورة لعكا ، فملكوها ونهبوها وأسروا رجالها ، وسبوا نساءها وأطفالها ، وقدموا من ذلك بما سد الفضاء .

وسير تقي الدين فنزل على تبنين ليقطع الميرة عنها وعن صور ، وسير حسام الدين عمر بن لاجين في عسكر إلى نابلس فأتى سبسطية وبها قبر زكرياء ، فأخذه من أيدي النصارى وسلمه إلى المسلمين ، ووصل إلى نابلس فدخلها وحصر قلعتها واستنزل من فيها بالأمان ، وتسلم القلعة ، وأقام أهل البلد به ، وأقرهم على أملاكهم وأموالهم . واستناب السلطان على نابلس ابن أخيه حسام الدين عمر بن محمد بن لاجين ، وكان جملة ما افتتحه في هذه المدة القريبة قريبا من خمسين بلدا كل بلدة لها مقاتلة وقلعة ومنعة ، فلله الحمد .

وغنم الجيش والمسلمون من هذه الأماكن شيئا كثيرا ، وسبوا شيئا كثيرا لا يحد ولا يوصف ، واستبشر الإسلام وأهله شرقا وغربا بهذا النصر العظيم والفتوحات الهائلة . وترك السلطان جيوشه ترتع في هذه الفتوحات والغنائم الكثيرة مدة شهور ليستريحوا ويجمعوا أنفسهم وخيولهم ليتأهبوا لفتح بيت المقدس الشريف.

التالي السابق


الخدمات العلمية