ذكر عدة حوادث
في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في ربيع الأول ،
قتل مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب ، وهو أستاذ دار الخليفة ، أمر الخليفة بقتله ، وكان متحكما في الدولة ، ليس للخليفة معه حكم ، وكان هو القيم بالبيعة له ، وظهر له أموال عظيمة ، أخذ جميعها ، وكان حسن السيرة عفيفا عن الأموال ، وكان الذي سعى به إنسان من أصحابه وصنائعه ، يقال له عبيد الله بن يونس ، فسعى به إلى الخليفة ، وقبح آثاره ، فقبض عليه وقتله
وفيها ، في ربيع الآخر ، وقع حريق في الحظائر ببغداد ، واحترقت أحطاب كثيرة ، وسببه أن فقيها بالمدرسة النظامية كان يطبخ طعاما يأكله ، فغفل عن النار والطبيخ ، فعلقت النار واتصلت إلى الحظائر ، فاحترقت جميعها ، واحترق درب السلسلة وغيره مما يجاوره .
وفيها ، في شوال ، استوزر الخليفة الناصر لدين الله أبا المظفر عبيد الله بن يونس ، ولقبه جلال الدين ، ومشى أرباب الدولة في ركابه ، حتى قاضي القضاة ، وكان ابن يونس من شهوده ، وكان يمشي ويقول : لعن الله طول العمر .
واتفق أول سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة يوم السبت ، وهو يوم النوروز السلطاني ، ورابع عشر آذار سنة ألف وأربعمائة وثمان وتسعين إسكندرية ، وكان القمر والشمس في الحمل ، واتفق أول سنة العرب ، وأول سنة الفرس التي جددوها أخيرا ، وأول سنة الروم ، والشمس والقمر في أول البروج ، وهذا يبعد وقوع مثله . وفيها ولدت امرأة من سواد بغداد بنتا لها أسنان .