ذكر عدة حوادث

في سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، في صفر ، خطب لولي العهد ( أبي نصر ) محمد بن الخليفة الناصر لدين الله ببغداد ، ونثرت الدنانير والدراهم ، وأمر السلطان خطيب دمشق أبا القاسم عبد الملك بن زيد الدولعي بالدعاء له ، ثم جهز السلطان مع الرسل تحفا عظيمة ، وهدايا سنية ، وأرسل بأسارى من الفرنج على هيئتهم في حال حربهم ، وأرسل بصليب الصلبوت فدفن تحت عتبة باب النوى ، من دار الخلافة ، فكان بالأقدام يداس ، بعدما كان يعظم ويباس ، وصار يبصق عليه بعدما كان يسجد إليه ، والصحيح أن هذا الصليب إنما هو الذي كان منصوبا على قبة الصخرة ، وكان من نحاس مطليا بالذهب ، وقد انحط إلى أسفل الرتب . وفيها ، في شوال ، ملك الخليفة تكريت ، وسبب ذلك أن صاحبها ، وهو الأمير عيسى ، قتله إخوته ، وملكوا القلعة بعده ، فسير الخليفة إليهم عسكرا فحصروها وتسلموها ، ودخل أصحابه إلى بغداد فأعطوا أقطاعا .

وفيها ، في صفر ، فتح الرباط الذي بناه الخليفة بالجانب الغربي من بغداد ، وحضر الخلق العظيم ، فكان يوما مشهودا .

التالي السابق


الخدمات العلمية