ذكر عدة حوادث

في سنة تسع وتسعين وخمسمائة أحضر الملك العادل محمدا ولد العزيز صاحب مصر إلى الرها ، وسبب ذلك أنه لما قطع خطبته من مصر سنة ست وتسعين [ وخمسمائة ] - كما ذكرناه - خاف شيعة أبيه أن يجتمعوا عليه ، ويصير له معهم فتنة ، فأخرجه سنة ثمان وتسعين إلى دمشق ، ثم نقله هذه السنة إلى الرها ، فأقام بها ومعه جميع إخوته وأخواته ووالدته ومن يخصه . قال سبط بن الجوزي في " المرآة " : في ليلة السبت سلخ المحرم هاجت النجوم في السماء وماجت شرقا وغربا ، وتطايرت كالجراد المنتشر يمينا وشمالا ، قال : ولم ير مثل هذا إلا في عام المبعث وفي سنة إحدى وأربعين ومائتين .

وفي هذه السنة شرع في عمارة سور قلعة دمشق وابتدئ ببرج الزاوية الغربية القبلية المجاور لباب النصر .

وفيها أرسل الخليفة الناصر الخلع وسراويلات الفتوة للملك العادل وبنيه . وفيها كمل بناء رباط المرزبانية ، ووليه الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي ، ومعه جماعة من الصوفية ، ورتب لهم من المعلوم والجراية ما ينبغي لمثلهم من إقامتهم بالديار المصرية . وفي هذه السنة كان مولد الشيخ شهاب - الدين أبي شامة ، وقد ترجم نفسه عند ذكر مولده في هذه السنة في " الذيل " ترجمة مطولة ، فينقل إلى سنة وفاته ؛ رحمه الله ، وذكر بدء أمره واشتغاله ، ومصنفاته وشيئا كثيرا من أشعاره ، وما رئي له من المنامات المبشرة . وفي هذه السنة كان ابتداء ملك جنكزخان ملك التتار - لعنه الله - وجنكزخان هو صاحب الياسق ، وضعها ليتحاكم إليها التتار ومن اتبعهم من أمراء الترك - ممن يبتغي حكم الجاهلية - وهو والد تولي ، وجد هولاكو بن تولي - الذي قتل الخليفة المستعصم وأهل بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية