أن تقولوا علة لمقدر دل عليه ( أنزلنا ) المذكور وهو العامل فيه لا المذكور خلافا
للكسائي لئلا يلزم
[ ص: 61 ] الفصل بين العامل ومعموله بأجنبي وهو بتقدير لا عند الكوفيين أي لأن لا تقولوا وعلى حذف المضاف عند البصريين أي كراهة أن تقولوا وقيل : يحتمل أن يكون مفعول ( اتقوا ) وعليه
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء وأن تجعل اللام المقدرة للعاقبة أي ترتب على إنزالنا أحد القولين ترتب الغاية على الفعل فيكون توبيخا لهم على بعدهم عن السعادة والمتبادر ما ذكر أولا أي أن تقولوا يوم القيامة لو لم ننزله
إنما أنزل الكتاب الناطق بالأحكام القاطع للحجة
على طائفتين جماعتين كائنتين
من قبلنا وهما كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره اليهود والنصارى وتخصيص الإنزال بكتابيهما لأنهما اللذان اشتهرا فيما بين الكتب السماوية بالاشتمال على الأحكام .
وإن كنا إن هي المخففة من أن واللام الآتية فارقة بينها وبين النافية وهي مهملة لما حققه النحاة من أن أن المخففة إذا لزمت اللام في أحد جزأيها ووليها الناسخ فهي مهملة لا تعمل في ظاهر ولا مضمر لا ثابت ولا محذوف أي وأنه كنا
عن دراستهم أي قراءتهم
لغافلين (156) غير ملتفتين لا ندري ما هي لأنها ليست بلغتنا فلم يمكنا أن نتلقى منها ما فيه نجاتنا ولعلهم عنوا بذلك التوحيد وقيل : تلك الأحكام المذكورة في قوله تعالى :
قل تعالوا .. إلخ . لأنها عامة لجميع بني آدم لا تختلف في عصر من الأعصار وعلى هذا حمل الآية شيخ الإسلام ثم قال : وبهذا تبين أن معذرتهم هذه مع أنهم غير مأمورين بما في الكتابين لاشتمالها على الأحكام المذكورة المتناولة لكافة الأمم كما أن قطع تلك المعذرة بإنزال القرآن لاشتماله أيضا عليها لا على سائر الشرائع والأحكام فقط .