ولا تقعدوا بكل صراط أي طريق من الطرق الحسية
توعدون أي تخوفون من آمن بالقتل كما نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن بلادهم كانت يسيرة وكان الناس يمتارون منهم فكانوا يقعدون على الطريق ويخوفون الناس أن يأتوا
شعيبا ويقولون لهم إنه كذاب فلا يفتنكم عن دينكم .
ويجوز أن يكون القعود على الصراط خارجا مخرج التمثيل كما فيما حكي عن قول الشيطان :
لأقعدن لهم صراطك المستقيم أي ولا تقعدوا بكل طريق من طرق الدين كالشيطان وإليه يشير ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أيضا والكلية مع أن دين الله الحق واحد باعتبار تشعبه إلى معارف وحدود وأحكام وكانوا إذا رأوا أحدا يشرع في شيء منها منعوه بكل ما يمكن من الحيل وقيل : كانوا يقطعون الطريق فنهوا عن ذلك وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وعبد الرحمن بن زيد ولعل المراد به ما يرجع إلى أحد القولين الأولين وإلا ففيه خفاء وإن قيل : إن في الآية عليه مبالغة في الوعيد وتغليظ ما كانوا يرومونه من قطع السبيل .
وتصدون عن سبيل الله أي الطريق الموصلة إليه وهي الإيمان أو السبيل الذي قعدوا عليه فوضع المظهر موضع المضمر بيانا لكل صراط دلالة على عظم ما تصدق عليه وتقبيحا لما كانوا عليه وقوله سبحانه :
من آمن به مفعول تصدون على إعمال الأقرب لا
توعدون خلافا لما يوهمه كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إذ يجب عند الجمهور في مثل ذلك حينئذ إظهار ضمير الثاني ولا يجوز حذفه إلا في ضرورة الشعر فيلزم أن يقال : تصدونهم وإذا جعل تصدون بمعنى تعرضون يصير لازما ولا يكون مما نحن فيه وضمير ( به ) لله تعالى أو لكل صراط أو سبيل الله تعالى لأن السبيل يذكر ويؤنث كما قيل وجملة
توعدون وما عطف عليه في موضع الحال من ضمير
تقعدوا أي موعدين وصادين وقيل : هي على التفسير الأول استئناف بياني والأظهر ما ذكرنا
وتبغونها عوجا أي وتطلبون لسبيل الله تعالى عوجا بإلقاء الشبه أو بوصفها للناس بما ينقصها وهي أبعد من شائبة الاعوجاج : وهذا إخبار فيه معنى التوبيخ وقد يكون تهكما بهم حيث طلبوا ما هو محال إذ طريق الحق لا يعوج وفي الكلام ترق كأنه قيل : ما كفاكم أنكم توعدون الناس على متابعة الحق وتصدونهم عن سبيل الله تعالى حتى تصفونه بالاعوجاج ليكون الصد بالبرهان والدليل وعلى ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد جاز أن يراد بتبغونها عوجا عيشهم في الأرض واعوجاج الطريق عبارة عن فوات أمنها .
وذكر
الطيبي أن معنى هذا الطلب حينئذ معنى اللام في قوله سبحانه :
ليكون لهم عدوا وحزنا وعلى
[ ص: 179 ] سائر الأوجه في الكلام الحذف والإيصال .
واذكروا إذ كنتم قليلا عددكم
فكثركم فوفر عددكم بالبركة في النسل كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وحكي أن
مدين بن إبراهيم تزوج بنت
لوط فولدت فرمى الله تعالى في نسلها البركة والنماء فكثروا وفشوا .
وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أن يكون المعنى إذ كنتم مقلين فقراء فجعلكم مكثرين موسرين أو كنتم أقلة أذلة فأعزكم بكثرة العدد والعدد و
إذ مفعول ( اذكروا ) أو ظرف لمقدر كالحادث أو النعم أي اذكروا ذلك الوقت أو ما فيه
وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين (86) أي آخر أمر من أفسد قبلكم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود واعتبروا بهم