كأن بلاد الله وهي فسيحة على الخائف المطلوب كفة حابل
وضاقت عليهم أنفسهم أي قلوبهم وعبر عنها بذلك مجازا لأن قيام الذوات بها ومعنى ضيقها غمها وحزنها كأنها لا تسع السرور لضيقها وفي هذا ترق من ضيق الأرض عليهم إلى ضيقهم في أنفسهم [ ص: 42 ] وهو في غاية البلاغة وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه أي علموا أن لا ملجأ من سخطه إلا إلى استغفاره والتوبة إليه سبحانه وحمل الظن على العلم لأنه المناسب لهم ثم تاب عليهم أي وفقهم للتوبة ليتوبوا أو أنزل قبول توبتهم في القرآن وأعلمهم بها ليعدهم المؤمنون في جملة التائبين أو رجع عليهم بالقبول والرحمة مرة بعد أخرى ليستقيموا على التوبة ويستمروا عليها وقيل: التوبة ليست هي المقبولة والمعنى قبل توبتهم من التخلف ليتوبوا في المستقبل إذ صدرت منهم هفوة ولا يقنطوا من كرمه سبحانه إن الله هو التواب المبالغ في قبول التوبة لمن تاب ولو عاد في اليوم مائة مرة الرحيم 118 المتفضل عليهم بفنون الآلاء مع استحقاقهم لأفانين العقاب