سلام عليكم أي قائلين ذلك وهو بشارة بدوام السلامة فالجملة مقول لقول محذوف واقع حالا من فاعل
يدخلون وجوز كونها حالا من غير تقدير أي مسلمين وهي في الأصل فعلية أي يسلمون سلاما وقوله تعالى :
بما صبرتم متعلق كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء بما تعلق به
عليكم أو به نفسه لأنه نائب عن متعلقه ومنع هذا كما قال
السيوطي السفاقسي وقال : لا وجه له والصحيح أنه متعلق بما تعلق به
عليكم وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري تعلقه بـ
سلام على معنى نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم ومنعه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء بأن فيه الفصل بين المصدر ومعموله بالأجنبي وهو الخبر ووجه ذلك في الدر المصون بأن المنع إنما هو في المصدر المؤول بحرف مصدري وهذا ليس منه مع أن الرضي جوز ذلك مع التأويل أيضا وقال : لا أراه مانعا لأن كل مؤول بشيء لا يثبت له جميع أحكامه وجوز لهذه العلة العلامة الثاني تقديم معمول المصدر المؤول بأن والفعل عليه في نحو قوله تعالى :
ولا تأخذكم بهما رأفة وقال في الكشف : إن
عليكم نظرا إلى الأصل غير أجنبي فلذلك جاز أن يفصل به على أن
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لم يصرح بأنه معمول بل من مقتضاه ولذا قال : أي نسلم .. إلخ فدل على أن التعلق معنوي يقدر ما يناسبه ولو جعل معمولا للظرف المستقر أعني
عليكم فيكون متعلقا معنى بسلام ضرورة لكان وجها خاليا عن التكلف وجعله
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان خبر مبتدأ محذوف و ( ما ) مصدرية والباء سببية أو بدلية أي هذا الثواب الجزيل بسبب صبركم في الدنيا على المشاق أو بدله وعن أبي عمران بما صبرتم على دينكم وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن [ ص: 145 ] عن فضول الدنيا وعن
محمد بن النصر على الفقر والتعميم أولى وتخصيص الصبر بالذكر من بين الصلات السابقة لما أنه ملاك الأمر والأمر المعتنى به كما علمت
فنعم عقبى الدار . (24) . أي فنعم عاقبة الدنيا الجنة وقيل : المراد بالدار الآخرة وقال بعضهم : المراد أنهم عقبوا الجنة من جهنم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : وهذا مبني على ما ورد من أن كل رجل من أهل الجنة قد كان له مقعد من النار فصرفه الله تعالى عنه إلى النعيم فيعرض عليه ويقال له : هذا مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى بالجنة بإيمانك وصبرك وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17344ابن يعمر ( فنعم ) بفتح النون وكسر العين وذلك هو الأصل
nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب ( فنعم ) بفتح النون وسكون العين وتخفيف فعل لغة
تميم وجاء فيها كما في الصحاح ( نعم ) بكسر النون وإتباع العين لها وأشهر استعمالاتها ما عليه الجمهور وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
محمد بن إبراهيم قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وكذا كان يفعل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان رضي الله تعالى عنهم وتمسك بعضهم بالآية على أن الملك أفضل من البشر فقالوا : إنه سبحانه ختم مراتب سعادات البشر بدخول الملائكة عليهم على سبيل التحية والإكرام والتعظيم والسلام فكانوا أجل مرتبة من البشر لما كان دخولهم عليهم لأجل السلام والتحية موجبا علو درجاتهم وشرف مراتبهم ولا شك أن من عاد من سفره إلى بيته فإذا قيل في معرض كمال مرتبته إنه يزوره الأمير والوزير والقاضي والمفتي دل على أن درجة المزور أقل وأدنى من درجات الزائرين فكذا ها هنا وهو من الركاكة بمكان .
ولم لا يجوز أن يكون ما هنا نظير ما إذا أتى السلطان بشخص من عماله الممتازين عنده قد أطاعه في أوامره ونواهيه إلى محل كرامته ثم بعد أن أنزله المنزل اللائق به أرسل خدمه إليه بالهدايا والتحف والبشارة بما يسره فهل إذا قيل : إن فلانا قد أحله السلطان محل كرامته ودار حكومته وأنزله المنزل اللائق به وأرسل خدمه إليه بما يسره كان ذلك دليلا على أن أولئك الخدم أعلى درجة منه لا أظنك تقول ذلك نعم جاء في بعض الأخبار ما يؤيده بظاهره ما تقدم فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه وجماعة عن
عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=687127أول من يدخل الجنة من خلق الله تعالى فقراء المهاجرين الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله تعالى لمن يشاء من ملائكته : ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة : ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم فيقول الله تعالى : إن هؤلاء عباد لي كانوا يعبدوني ولا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ومن أنصف ظهر له أن هذا لا يدل على أن الملائكة مطلقا أفضل من البشر مطلقا كما لا يخفى وذكر الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=11943الرازي في تفسير الآية على الوجه المروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13720الأصم في تفسير دخول الملائكة من كل باب أن الملائكة طوائف منهم روحانيون ومنهم كروبيون فالعبد إذا راض نفسه بأنواع الرياضات كالصبر والشكر والمراقبة والمحاسبة ولكل مرتبة من هذه المراتب جوهر قدسي وروح علوي مختص بتلك الصفة مزيد اختصاص فعند الموت إذا أشرقت تلك الجواهر القدسية تجلت فيها من كل روح من الأرواح السماوية ما يناسبها من الصفات المخصوصة فيفيض عليها من ملائكة الصبر كمالات مخصوصة نفسانية لا تظهر إلا في مقام الصبر ومن ملائكة الشكر كمالات
[ ص: 146 ] روحانية لا تتجلى إلا في مقام الشكر وهكذا القول في جميع المراتب . اهـ . وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأنه كلام فاسق لا تفهمه
العرب ولا جاءت به الأنبياء عليهم السلام فهو مطروح لا يلتفت إليه المسلمون وأنت تعلم أن مثل هذا كلام كثير من الصوفية