الذين آمنوا وعملوا الصالحات بدل من القلوب أي قلوب الذين آمنوا والأظهر أنه بدل الكل لأن القلوب في الأول قلوب المؤمنين المطمئنين وكذلك لو عمم القلب على معنى أن قلوب هؤلاء الأجلاء كل القلوب لأن الكفار أفئدتهم هواء وأما الحمل على بدل البعض ليعمم القلب من غير الملاحظة المذكورة واستنباط هذا المعنى من البدل فبعيد وأما احتماله لبدل الاشتمال وإن استحسنه
الطيبي فكلا أو مبتدأ خبره الجملة الدعائية على التأويل أعني قوله سبحانه :
طوبى لهم أي يقال لهم ذلك أو لا حاجة إلى التأويل والجملة خبرية أو خبر مبتدأ مضمر أو نصب على المدح فطوبى لهم حال مقدرة والعامل فيها الفعلان .
وقال بعض المدققين : لعل الأشبه وجه آخر وهو أن يتم الكلام عند قوله تعالى :
من أناب ثم قيل :
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم في مقابلة
ويقول الذين كفروا لولا أنزل وقوله سبحانه :
ألا بذكر الله جملة اعتراضية تفيد كيف لا تطمئن قلوبهم له ولا اطمئنان للقلب بغيره وقوله عز وجل :
الذين آمنوا بدل من الأول وفيه إشارة إلى أن ذكر الله تعالى أفضل الأعمال الصالحة بل هو كلها و
طوبى لهم خبر الأول فيتم التقابل بين القرينتين
ويقول الذين كفروا و
الذين آمنوا وتطمئن وبين جزأي التذييل :
يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ومن الناس من زعم أن الموصول الأول مبتدأ والموصول الثاني
[ ص: 151 ] خبره و
ألا بذكر الله اعتراض و
طوبى لهم دعاء وهو كما ترى و
طوبى قيل مصدر من طاب كبشرى وزلفى والواو منقلبة من الياء كموسر وموقن وقرأ
مكوزة الأعرابي ( طيبى ) ليسلم الياء وقال
أبو الحسن الهنائي : هي جمع طيبة كما قالوا في كيسة كوسى وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأن فعلى ليست من أبنية الجموع فلعله أراد أنه اسم جمع وعلى الأول فلهم في المعنى المراد عبارات فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن المعنى فرح وقرة عين لهم وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك غبطة لهم وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة حسنى لهم وفي رواية أخرى عنه أصابوا خيرا وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي خير كثير لهم وفي رواية أخرى عنه كرامة لهم وعن
سميط بن عجلان دوام الخير لهم ويرجع ذلك إلى معنى العيش الطيب لهم وفي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير أن طوبى اسم للجنة بالحبشية وقيل بالهندية وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي : الصحيح أنها علم لشجرة في الجنة فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث والنشور وصححه
السهيلي وغيره عن
عتبة بن عبد قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=697829جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أفي الجنة فاكهة قال : نعم فيها شجرة تدعى طوبى هي نطاق الفردوس قال : أي شجر أرضنا تشبه قال : ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ولكن أتيت الشام قال : لا قال : فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينتشر أعلاها قال : ما عظم أصلها قال : لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال : فهل فيها عنب قال : نعم قال : ما عظم العنقود منه قال : مسيرة شهر للغراب الأبقع والأخبار المصرحة بأنها شجرة في الجنة منتشرة جدا وحينئذ فلا كلام في جواز الابتداء بها وإن كانت نكرة فمسوغ الابتداء بها ما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه من أنه ذهب بها مذهب الدعاء كقولهم : سلام عليك إلا أنه ذهب
ابن مالك إلى أنه التزم فيها الرفع على الابتداء ورد عليه بأن
عيسى الثقفي قرأ ( وحسن مآب ) . (29) . بالنصب وخرج ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب على أنه معطوف على طوبى وأنها في موضع نصب وهي عنده مصدر معمول لمقدار أي طاب واللام لبيان كما في سقيا له ومنهم من قدر جعل طوبى لهم وقال صاحب اللوامح : إن التقدير يا طوبى لهم ويا حسن مآب فحسن معطوف على المنادى وهو مضاف للضمير واللام مقحمة كما في قوله :
يا بؤس للجهل ضرار الأقوام
ولذلك سقط التنوين من بؤس وكأنه قيل يا طوباهم ويا حسن مآبهم أي ما أطيبهم وأحسن مآبهم كما تقول : يا طيبها ليلة أي ما أطيبها ليلة ولا يخفى ما فيه من التكلف وأجاب
nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي عن
ابن مالك بأنه يجوز نصب ( حسن ) بمقدر أي ورزقهم حسن مآب وهو بعيد .
وقرئ ( حسن مآب ) بفتح النون ورفع مآب وخرج ذلك على أن حسن فعل ماض أصله حسن نقلت ضمة السين إلى الحاء ومثله جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم كما قالوا : حسن ذا