وقوله:
فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك قائم مقام جواب الشرط؛ أي: إن ترن كذلك فلا بأس عسى ربي إلخ، وقال
كثير: هو جواب الشرط، والمعنى: إن ترني أفقر منك فأنا أتوقع من صنيع الله تعالى أن يقلب ما بي وما بك من الفقر والغنى فيرزقني لإيماني جنة خيرا من جنتك ويسلبك بكفرك نعمته ويخرب جنتك، وقيد بعضهم هذا الإيتاء بقوله: في الآخرة، وقال آخر: في الدنيا أو في الآخرة، وظاهر ما ذكر أنه في الدنيا كالإرسال في قوله:
ويرسل عليها حسبانا من السماء أي: عذابا كما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
وأخرج
الطستي عنه أن
نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى:
حسبانا فقال: نارا. وأنشد له قول
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان: بقية معشر صبت عليهم شآبيب من الحسبان شهب
وأخرج ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك أيضا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: هو مصدر كالبطلان والغفران بمعنى الحساب والمراد به المحسوب والمقدر؛ أي: مقدرا قدره الله تعالى وحسبه وهو الحكم بتخريبها، والظاهر أن إطلاقه على الحكم المذكور مجاز،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج جعل الحسبان بمعنى الحساب أيضا إلا أنه قدر مضافا؛
[ ص: 281 ] أي: عذاب حساب وهو حساب ما كسبت يداه، ولا يخفى أنه يجوز أن يراد من الحسبان بهذا المعنى العذاب مجازا فلا يحتاج إلى تقدير مضاف.
وظاهر عبارة القاموس وكذا ما روي أولا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن إطلاق الحسبان على العذاب حقيقة، ويمكن على ما قيل أن يكون إطلاقه على النار باعتبار أنها من العذاب أو من المقدر، ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن
حسبانا جمع حسبانة وهي المرماة؛ أي: ما يرمى به كالسهم والصاعقة وأريد بها هنا الصواعق، وقيل: أعم من ذلك؛ أي: يرسل عليها مرامي من عذابه إما بردا وإما حجارة وإما غيرهما مما يشاء
فتصبح لذلك
صعيدا أي: أرضا
زلقا ليس فيها نبات، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قيل: وأصل معنى الزلق الزلل في المشي لوحل ونحوه، لكن لما كان ذلك فيما لا يكون فيه نبت ونحوه مما يمنع منه تجوز به أو كني عنه، وعبر بالمصدر عن المزلقة مبالغة، وقيل: الزلق من زلق رأسه بمعنى حلقه والكلام على التشبيه؛ أي: فتصبح أرضا ملساء ليس فيها شجر ولا نبات كالرأس الذي حلق وفيه بعد، وقيل: المراد بالزلق المزلقة بالمعنى الحقيقي الظاهر، والمعنى: فتصبح أرضا لا نبات فيها ولا يثبت فيها قدم، وحاصله: فتصبح مسلوبة المنافع حتى منفعة المشي عليها فتكون وحلا لا تنبت ولا يثبت عليها قدم، وظاهر صنيع
أبي حيان اختياره، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أي: فتصبح رملا هائلا