تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا استئناف جيء به لتعظيم شأن الجنة وتعيين أهلها فاسم الإشارة مبتدأ (والجنة) خبر له والموصول صفة لها والجملة بعده صلته والعائد محذوف أي نورثها ، وبذلك
[ ص: 113 ] قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ورويس وحميد nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة وأبو حيوة ومحبوب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ( نورث ) بفتح الواو وتشديد الراء، والمراد نبقيها على من كان تقيا من ثمرة تقواه ونمتعه بها كما نبقي على الوارث مال مورثه ونمتعه به فالإيراث مستعار للإبقاء ، وإيثاره على سائر ما يدل على ذلك كالبيع والهبة لأنه أتم أنواع التمليك من حيث إنه لا يعقب بفسخ ولا استرجاع ولا إبطال ، وقيل : يورث المتقون من الجنة المساكن التي كانت لأهل النار لو آمنوا .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
ابن شوذب قال : ليس من أحد إلا وله في الجنة منزل وأزواج فإذا كان يوم القيامة ورث الله تعالى المؤمن كذا وكذا منزلا من منازل الكفار وذلك قوله تعالى :
تلك الجنة التي نورث الآية ، ولا يخفى أن هذا إن صح فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس وإلا فقد قيل عليه : إنه ضعيف لأنه يدل على أن بعض الجنة موروث والنظم الجليل يدل على أنها كلها كذلك ولأن الإيراث ينبئ عن ملك سابق لا على فرضه مع أنه لا داعي للفرض هنا لكن تعقب بأنه يكفي في الإيراث كونه الموروث كان موجودا لكن بشرط التقوى بناء على ما ذهب إليه بعضهم في قوله تعالى
جنات عدن التي وعد الرحمن عباده حيث قال : المراد من العباد ما يعم المؤمن التقي وغيره ووعد غير المؤمن التقي مشروط بالإيمان والتقوى ، نعم اختار الأكثرون أن المراد من العباد هناك المتقون والمراد منهم هنا الأعم ، والمراد من التقى من آمن وعمل صالحا على ما قيل ، ولا دلالة في الآية على أن غيره لا يدخل الجنة مطلقا ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
داود بن أبي هند أنه الموحد فتذكر ولا تغفل .