وقوله تعالى :
فمن يعمل من الصالحات تفضيل للجزاء أي فمن يعمل بعض الصالحات أو بعضا من الصالحات
وهو مؤمن بما يجب الإيمان به
فلا كفران لسعيه أي لا حرمان لثواب عمله ذلك ، عبر عنه بالكفران الذي هو ستر النعمة وجحودها لبيان كمال نزاهته تعالى عنه بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه سبحانه من القبائح ، وإبراز الإثابة في معرض الأمور الواجبة عليه تعالى ونفى نفي الجنس المفيد للعموم للمبالغة في التنزيه ، والظاهر أن التركيب على طرز (لا مانع لما أعطيت ) والكلام فيه مشهور بين علماء العربية وعبر عن العمل بالسعي لإظهار الاعتداد به ، وفي حرف
عبد الله (فلا كفر ) والمعنى واحد
وإنا له أي لسعيه ، وقيل : الضمير لمن وليس بشيء
كاتبون أي مثبتون في صحيفة عمله لا يضيع بوجه ما ، واستدل بالآية على أن
قبول العمل الصالح مطلقا مشروط بالإيمان وهو قول لبعضهم ، وقال آخرون : الإيمان شرط لقبول ما يحتاج إلى النية من الأعمال ، وتحقيقه في موضعه .