صفحة جزء
الذين إذا ذكر الله وجلت أي خافت قلوبهم منه عز وجل لإشراق أشعة الجلال عليها والصابرين على ما أصابهم من مشاق التكاليف ومؤونات النوائب كالأمراض والمحن والغربة عن الأوطان ولا يخفى حسن موقع ذلك هنا أيضا ، والظاهر أن الصبر على المكاره مطلقا ممدوح . وقال الرازي : يجب الصبر على ما كان من قبل الله تعالى ، وأما على ما يكون من قبل الظلمة فغير واجب بل يجب دفعه على من يمكنه ذلك ولو بالقتال انتهى وفيه نظر والمقيمي الصلاة في أوقاتها ، ولعل ذكر ذلك هنا لأن السفر مظنة التقصير في إقامة الصلاة . وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وأبو عمر و في رواية «الصلاة » بالنصب على المفعولية لمقيمي وحذفت النون منه تخفيفا كما في بيت الكتاب :


الحافظو عورة العشيرة لا تأتيهم من ورائهم نطف



[ ص: 155 ] بنصب عورة ونظير ذلك قوله :


إن الذي حانت بفلج دماؤهم     هم القوم كل القوم يا أم مالك



وقوله :


ابني كليب إن عمي اللذا     قتلا الملوك وفككا الأغلالا



وقرأ ابن مسعود والأعمش «والمقيمين الصلاة » بإثبات النون ونصب الصلاة على الأصل ، وقرأ الضحاك «والمقيم الصلاة » بالإفراد والإضافة ومما رزقناهم ينفقون في وجوه الخير ومن ذلك إهداء الهدايا التي يغالون فيها

التالي السابق


الخدمات العلمية