إن الذي فرض عليك القرآن أي أوجب عليك العمل به كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أي أعطاكه، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة أي أنزله عليك والمعول عليه ما تقدم.
لرادك إلى معاد أي إلى محل عظيم القدر اعتدت به وألفته على أنه من العادة لا من العود، وهو كما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مكة، وروي ذلك أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك وجوز أن يكون من العود، والمراد به
مكة أيضا بناء على ما في مجمع البيان عن
القتيبي أن معاد الرجل بلده لأنه يتصرف في البلاد ثم يعود إليه، وقد يقال: أطلق المعاد على
مكة لأن
العرب كانت تعود إليها في كل سنة لمكان
البيت فيها، وهذا وعد منه عز وجل لنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم وهو
بمكة أنه عليه الصلاة والسلام يهاجر منها ويعود إليها، وروي عن غير واحد أن الآية نزلت
بالجحفة بعد أن خرج صلى الله تعالى عليه وسلم من
مكة مهاجرا واشتاق إليها، ووجه ارتباطها بما تقدمها تضمنها الوعد بالعاقبة الحسنى في الدنيا كما تضمن ما قبلها الوعد بالعاقبة الحسنى في الآخرة.
وقيل: إنه تعالى لما ذكر من قصة
موسى عليه السلام وقومه مع
قارون وبغيه واستطالته عليهم وهلاكه ونصرة أهل الحق عليه ما ذكر جل شأنه هنا ما يتضمن قصة سيدنا صلوات الله تعالى وسلامه عليه وأصحابه مع قومه واستطالتهم عليه وإخراجهم إياه من مسقط رأسه ثم إعزازه عليه الصلاة والسلام بالإعادة إلى
مكة وفتحه إياها منصورا مكرما ووسط سبحانه بينهما ما هو كالتخلص من الأول إلى الثاني.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في التاريخ
nindex.php?page=showalam&ids=16138والديلمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8 (علي كرم) الله تعالى وجهه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه فسر المعاد بالجنة
، وأخرج تفسيره بها
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في تاريخه
nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، والتنكير عليه للتعظيم أيضا، ووجه ارتباط الآية بما قبلها أنها كالتصريح ببعض ما تضمنه ذلك.
واستشكل رده عليه الصلاة والسلام إلى الجنة من حيث إنه يقتضي سابقية كونه صلى الله تعالى عليه وسلم فيها مع أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن فيها.
[ ص: 129 ] وأجيب بالتزام السابقية المذكورة ويكفي فيها كونه صلى الله تعالى عليه وسلم فيها بالقوة إذ كان في ظهر
آدم عليهما الصلاة والسلام حين كان فيها، وقيل: إنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما كان مستعدا لها من قبل كان كأنه كان فيها فالسابقية باعتبار ذلك الاستعداد على نحو ما قيل في قوله تعالى في الكفار:
ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم [الصافات: 68] ولا يخفى ما في كلا القولين من البعد، وقريب منهما ما قيل: إن ذلك باعتبار أنه عليه الصلاة والسلام دخلها ليلة المعراج، وقد يقال: إن تفسيره بالجنة بيان لبعض ما يشعر به المعاد بأن يكون عبارة عن المحشر فقد صار كالحقيقة فيه لأنه ابتداء العود إلى الحياة التي كان المعاد عليها وجعله عظيما كما يشعر به التنوين لعظمة ما له صلى الله تعالى عليه وسلم فيه ومنه الجنة، فالمعاد بواسطة تنوينه الدال على التعظيم يشعر بالجنة لأنها الحاوية مما أعد له صلى الله عليه وسلم من الأمور العظيمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وقريب من تفسيره بالمحشر تفسيره بالآخرة كما أخرج ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، وتفسيره بيوم القيامة كما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة إلا أنه على ما ذكر اسم زمان، وعلى ما تقدم اسم مكان. ومما يشعر بأنه ليس المراد مجرد الرد إلى المحشر أو الآخرة أو يوم القيامة ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14907الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه قال في الآية: إن له معادا يبعثه الله تعالى يوم القيامة ثم يدخله الجنة، ويتخرج على نحو ما قلنا تفسيره بالمقام المحمود وهو مقام الشفاعة العظمى يوم القيامة.
وجاء في رواية أخرى رواها
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأبي سعيد الخدري أيضا تفسيره بالموت، ورواها معهما عن الحبر
nindex.php?page=showalam&ids=14907الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني، وكونه معادا لقوله تعالى:
وكنتم أمواتا فأحياكم [البقرة: 28] ولعل تعظيمه باعتبار أنه باب لوصوله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى ما أعد الله عز وجل له من المقام المحمود والمنزلة العليا في الجنة إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وجل المقصود ما أشعر به التعظيم. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
نعيم القاري أنه فسره
ببيت المقدس. وكأن إطلاق المعاد عليه باعتبار أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أسري به إليه ليلة المعراج، والوعد برده عليه الصلاة والسلام إليه وعد له بالإسراء إليه مرة أخرى أو باعتبار أن أرضه أرض المحشر فالمراد بالرد إليه الرد إلى المحشر، وهذا غاية ما يقال في توجيه ذلك. فإن قبل فذاك وإلا فالأمر إليك وكأني بك تختار ما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ورواه الجماعة الذين تقدم ذكرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من أنه
مكة. وربما يخطر بالبال أن يراد بالمعاد الأمر المحبوب بنوع تجوز ويجعل بحيث يشمل
مكة والجنة وغيرهما مما هو محبوب لديه صلى الله تعالى عليه وسلم، ويراد برده عليه الصلاة والسلام إلى الأمر المحبوب إيصاله إليه مرة بعد أخرى فالرد هنا مثله في قوله تعالى:
فردوا أيديهم في أفواههم [إبراهيم: 9] وعليه يهون أمر اختلاف الروايات التي سمعتها في ذلك فتدبر.
قل ربي أعلم من جاء بالهدى يريد بذلك نفسه صلى الله تعالى عليه وسلم وبقوله سبحانه:
ومن هو في ضلال مبين المشركين الذين بعث إليهم صلى الله تعالى عليه وسلم (ومن) منتصب بفعل يدل عليه أعلم لا بأعلم لأن أفعل لا ينصب المفعول به في المشهور أي يعلم من جاء إلخ، وأجاز بعضهم أن يكون
[ ص: 130 ] منصوبا بـ أعلم على أنه بمعنى عالم، والمراد أنه عز وجل يجازي كلا ممن جاء بالهدى ومن هو في ضلال على عمله، والجملة تقرير لقوله تعالى:
إن الذي فرض عليك القرآن إلخ. وفي معالم التنزيل هذا جواب لكفار
مكة لما قالوا للنبي صلى الله تعالى عليه (وسلم) إنك في ضلال، ولعله لهذا وكون السبب فيه مجيئه عليه الصلاة والسلام إليهم بالهدى قيل في جانبه صلى الله تعالى عليه وسلم من جاء بالهدى وفي جانبهم من هو في ضلال مبين، ولم يؤت بهما على طرز