هذا أي ما ذكر من السماوات والأرض وسائر الأمور المعدودة
خلق الله أي مخلوقه،
فأروني أي أعلموني، وأخبروني، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي إذا علمتم ذلك فأروني ماذا
خلق الذين من دونه مما اتخذتموهم شركاء له سبحانه في العبادة حتى استحقوا به العبودية، وماذا يجوز أن يكون اسما واحدا استفهاميا، ويكون مفعولا (لخلق) مقدما لصدارته، وأن يكون (ما) وحدها اسم استفهام مبتدأ، (وذا) اسم موصول خبرها، وتكون الجملة معلقا عنها سادة مسد المفعول الثاني (لأروني)، وأن يكون (ماذا) كله اسما موصولا، فقد استعمل كذلك على قلة على ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان ، ويكون مفعولا ثانيا له، والعائد محذوف في الوجهين، وقوله تعالى:
بل الظالمون في ضلال مبين إضراب عن تبكيتهم بما ذكر إلى التسجيل عليهم بالضلال البين المستدعي للإعراض عن مخاطبتهم بالمقدمات المعقولة الحقة لاستحالة أن يفهموا منها شيئا، فيهتدوا به إلى العلم ببطلان ما هم عليه، أو يتأثروا من الإلزام والتبكيت فينزجروا عنه، ووضع الظاهر موضع ضميرهم للدلالة على أنهم بإشراكهم واضعون للشيء في غير موضعه، ومتعدون عن الحد وظالمون لأنفسهم بتعريضها للعذاب الخالد.