وأنبتنا عليه شجرة من يقطين أي أنبتناها مطلة عليه مظلة له، كالخيمة فعليه حال من
شجرة قدمت عليها لأنها نكرة، واليقطين يفعيل من قطن بالمكان إذا أقام به، وزاد
الطبرسي إقامة زائل لا إقامة راسخ، والمراد به على ما جاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن والسبط. nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في رواية،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة، وعمرو بن ميمون،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد في إحدى الروايتين عنهما: الدباء وهو القرع المعروف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وأنبتها الله تعالى مطلة عليه، لأنها تجمع خصالا برد الظل والملمس، وعظم الورق، وأن الذباب لا يقع عليها على ما قيل، وكان - عليه السلام - لرقة جلده بمكثه في بطن الحوت يؤذيه الذباب ومماسة ما فيه خشونة، ويؤلمه حر الشمس، ويستطيب بارد الظل، فلطف الله تعالى به بذلك، وذكر أن ورق القرع أنفع شيء لمن ينسلخ جلده، واشتهر أن الشجر ما كان على ساق من عود فيشكل تفسير الشجرة هنا بالدباء.
وأجاب
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأنه يحتمل أن الله تعالى أنبتها على ساق لتظله خرقا للعادة، وقال
الكرماني : العامة تخصص الشجر بما له ساق، وعند
العرب : كل شيء له أرومة تبقى فهو شجر، وغيره نجم، ويشهد له قول أفصح الفصحاء صلى الله عليه وسلم
(شجرة الثوم) انتهى.
وقال بعض الأجلة: لك أن تقول: أصل معناه ما له أرومة، لكنه غلب في عرف أهل اللغة على ما له ساق وأغصان، فإذا أطلق يتبادر منه المعنى الثاني، وإذا قيد كما هنا. وفي الحديث يرد على أصله، وهو الظاهر، ثم ذكر أن ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان تمحل في محل لا مجال للرأي فيه. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير أنه قال: كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين، والذي يكون على وجه الأرض من البطيخ والقثاء، وفي رواية أخرى عنه أنه سئل عن اليقطين أهو القرع؟ قال: لا، ولكنها شجرة سماها الله تعالى اليقطين أظلته.
وفي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كل شيء ينبت، ثم يموت من عامه، وفي أخرى: كل شيء يذهب على وجه الأرض.
وقيل: شجرة اليقطين هي شجرة الموز تغطى بورقها، واستظل بأغصانها، وأفطر على ثمارها، وقيل: شجرة التين، والأصح ما تقدم.
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أنه - عليه السلام - كان يأكل من ذلك القرع، وجاء في رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال: طرح بالعراء، فأنبت الله تعالى عليه يقطينة، فقيل له: ما اليقطينة؟ قال: شجرة الدباء، هيأ الله تعالى له أروية وحشية تأكل من حشاش الأرض فتفسح عليه، فترويه من لبنها كل عشية وبكرة، حتى نبتت، وقيل: إنه كان يستظل بالشجرة، وتختلف إليه الأروية، فيشرب من لبنها، وفي بعض الآثار: أنها نبتت، وأظلته في يومها.
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد، وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب: أنه لما خرج من البحر نام نومة فأنبت الله تعالى عليه شجرة من يقطين، وهي الدباء، فأظلته، وبلغت في يومها، فرآها قد أظلته، ورأى خضرتها، فأعجبته، ثم نام نومة، فاستيقظ، فإذا هي قد يبست، فجعل يحزن عليها، فقيل له: أنت الذي لم تخلق، ولم تسق، ولم تنبت، تحزن عليها؟ وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس، أو يزيدون، ثم رحمتهم فشق عليك، وهؤلاء هم أهل
نينوى المعنيون بقوله تعالى: