قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون أي أبعد الآيات المقتضية لعبادته تعالى وحده غير الله أعبد ، فغير مفعول مقدم لأعبد ( وتأمروني ) اعتراض للدلالة على أنهم أمروه به عقيب ذلك وقالوا له صلى الله تعالى عليه وسلم : استلم بعض آلهتنا ونؤمن بإلهك لفرط غباوتهم ولذا نودوا بعنوان الجهل ، وجوز أن يكون ( أعبد ) في موضع المفعول - لتأمروني - على أن الأصل تأمروني أن أعبد فحذفت أن وارتفع الفعل كما قيل في قوله :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
ويؤيد قراءة من قرأ «أعبد » بالنصب ، و «غير » منصوب بما دل عليه
تأمروني أعبد أي تعبدونني غير الله أي أتصيرونني عابدا غيره تعالى ، ولا يصح نصبه بأعبد لأن الصلة لا تعمل فيما قبلها والمقدر كالموجود ، وقال بعضهم : هو منصوب به وأن بعد الحذف يبطل حكمها المانع عن العمل ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ( تأمروني ) بالإدغام وفتح الياء .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر «تأمرونني » بإظهار النونين على الأصل ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع «تأمروني » بنون واحدة مكسورة وفتح الياء ، وفي تعيين المحذوف من النونين خلاف فقيل : الثانية لأنها التي حصل بها التكرار ، وقيل : الأولى لأنها حرف إعراب عرضة للتغيير