فاصفح فأعرض
عنهم ولا تطمع في إيمانهم، وأصل الصفح لي صفحة العنق فكني به عن الإعراض.
وقل لهم
سلام أي أمري سلام تسلم منكم ومتاركة فليس ذلك أمرا بالسلام عليهم والتحية وإنما هو أمر بالمتاركة، وحاصله إذا أبيتم القبول فأمري التسلم منكم، واستدل بعضهم بذلك على جواز السلام على الكفار وابتدائهم بالتحية، أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة . عن
شعيب بن الحبحاب قال: كنت مع
علي بن عبد الله البارقي فمر علينا يهودي أو نصراني فسلم عليه قال
شعيب: فقلت: إنه يهودي أو نصراني فقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي آخر سورة الزخرف
وقيله يا رب إلى الآخر، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة أيضا عن
عون بن عبد الله أنه قال قلت
لعمر بن عبد العزيز كيف
[ ص: 110 ] تقول أنت في ابتداء أهل الذمة بالسلام؟ فقال: ما أرى بأسا أن نبتدئهم. قلت لم؟ قال: لقوله تعالى:
فاصفح عنهم وقل سلام ومما ذكرنا يعلم ضعفه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المعنى قل خيرا بدلا من شرهم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : اردد عليهم معروفا، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي أي قل ما تسلم به من شرهم والكل كما ترى والحق ما قدمنا
فسوف يعلمون حالهم السيئة وإن تأخر ذلك وهو وعيد من الله سبحانه لهم وتسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر .
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن .
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج .
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع .
وهشام (تعلمون) بتاء الخطاب على أنه داخل في حيز " (قل) " وإن أريد من الآية الكف عن القتال فهي منسوخة وإن أريد الكف عن مقابلتهم بالكلام فليست بمنسوخة والله تعالى أعلم.