وما يفعلوا من خير أي طاعة متعدية أو سارية
فلن يكفروه أي لن يحرموا ثوابه البتة ، وأصل الكفر الستر ، ولتفسيره بما ذكرنا تعدى إلى مفعولين ، والخطاب قيل : لهذه الأمة وهو مرتبط بقوله تعالى :
كنتم خير أمة وجميع ما بينهما استطراد ، وقيل : لأولئك الموصوفين بالصفات المذكورة وفيه التفات ؛ ونكتته الخاصة هنا الإشارة إلى أنهم لاتصافهم بهذه المزايا أهل لأن يخاطبوا ، وقرأ أهل الكوفة إلا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبا بكر بالياء في الفعلين ، والباقون بالتاء فيهما غير
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو فإنه روي عنه أنه كان يخبر بهما ، وعلى قراءة الغيبة يجوز أن يراد من الضمير ما أريد من نظائره فيما قبل ، ويكون الكلام حينئذ على وتيرة واحدة ، ويحتمل أن يعود للأمة ، ويكون العدول إلى الغيبة مراعاة للأمة كما روعيت أولا في التعبير –بأخرجت - دون أخرجتم ، وهذه طريقة مشهورة للعرب في مثل ذلك .
والله عليم بالمتقين ( 511 ) أي بأحوالهم فيجازيهم وهذا تذييل مقرر لمضمون ما قبله .
والمراد بالمتقين إما عام ويدخل المخاطبون دخولا أوليا ، وإما خاص بالمتقدمين ، وفي وضع الظاهر موضع المضمر إيذان بالعلة ، وأنه لا يفوز عنده إلا أهل التقوى ، وعلى هذا يكون قوله تعالى :