قل للمخلفين من الأعراب كرر ذكرهم بهذا العنوان مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف
ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ذوي نجدة وشدة قوية في الحرب، وهم على ما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري بنو حنيفة مسيلمة وقومه أهل اليمامة، وعليه جماعة، وفي رواية عنه زيادة أهل الردة وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، وعن
رافع بن خديج إنا كنا نقرأ هذه الآية فيما مضى ولا نعلم من هم حتى دعا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله تعالى عنه إلى قتال
بني حنيفة فعلمنا أنهم أريدوا بها، وعن
عطاء بن أبي رباح nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد في رواية
وعطاء الخراساني nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى : هم
الفرس. وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل، وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أنه قال في الآية: دعا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لقتال
فارس أعراب
المدينة جهينة ومزينة الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم للخروج إلى
مكة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : هم
هوازن ومن حارب الرسول صلى الله عليه وسلم في
حنين، وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة التصريح
بثقيف مع
هوازن، وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=14907الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال: هم
هوازن وبنو حنيفة، وقال
كعب : هم
الروم الذي خرج إليهم صلى الله تعالى عليه وسلم عام تبوك والذين بعث إليهم في غزوة مؤتة، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال: هم
فارس والروم، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: البارز يعني
الأكراد كما في الدر المنثور، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: أعراب
فارس وأكراد
العجم، وظاهر العطف أن أكراد
العجم ليسوا من
أعراب فارس، وظاهر إضافة أكراد إلى
العجم يشعر بأن من الأكراد ما يقال لهم أكراد
العرب، ولا نعرف هذا التقسيم وإنما نعرف جيلا من الناس يقال لهم:
[ ص: 103 ] أكراد من غير إضافة إلى عرب أو عجم، وللعلماء اختلاف في كونهم في الأصل عربا أو غيرهم فقيل: ليسوا من
العرب، وقيل منهم، قال القاضي
شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان في ترجمة
المهلب بن أبي صفرة ما نصه: حكى
أبو عمر بن عبد البر صاحب كتاب (الاستيعاب) في كتابه (القصد والأمم في أنساب
العرب والعجم) أن الأكراد من نسل
عمرو مزيقيا بن عامر بن ماء السماء وأنهم وقعوا إلى أرض
العجم فتناسلوا بها وكثر ولدهم فسموا الأكراد، وقال بعض الشعراء في ذلك وهو يعضد ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر :
لعمرك ما الأكراد أبناء فارس ولكنه كرد بن عمرو بن عامر
انتهى، وفي القاموس: الكرد بالضم جيل من الناس معروف والجمع أكراد وجدهم
كرد بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء انتهى،
وعامر هذا من
العرب بلا شبهة فإنه
ابن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد ويقال له:
الأسد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان ويسمى عامرا وهو عند الأكثر ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وقيل: من ولد
هود، وقيل: هو
هود نفسه، وقيل: ابن أخيه، وذهب
الزبير بن بكار إلى أن
قحطان من ذرية
إسماعيل عليه السلام وأنه
قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل، والذي رجحه
ابن حجر أن قبائل
اليمن كلها ومنها قبيلة
عمرو مزيقيا من ولد
إسماعيل عليه السلام، ويدل له تبويب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري باب نسبة
اليمن إلى
إسماعيل عليه السلام ذكر ذلك السيد
نور الدين علي السمهودي في تاريخ المدينة، وفيه أن
الأنصار الأوس والخزرج من أولاد
ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقيا المذكور وكان له ثلاثة عشر ولدا ذكورا منهم
ثعلبة المذكور،
وحارثة والد
خزاعة، وجفنة والد
غسان، ووداعة وأبو حارثة وعوف وكعب nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وعمران وكرد كما في القاموس انتهى.
وفائدة الخلاف تظهر في أمور منها الكفاءة في النكاح، والعامة لا يعدونهم من العرب فلا تغفل، والذي يغلب على ظني أن هؤلاء الجيل الذين يقال لهم اليوم: أكراد لا يبعد أن يكون فيهم من هو من أولاد
عمرو مزيقيا وكذا لا يبعد أن يكون فيهم من هو من
العرب وليس من أولاد
عمرو المذكور إلا أن الكثير منهم ليسوا من
العرب أصلا، وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال: إنهم من ذرية
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، وآخرون يقال: إنهم من ذرية
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل وآخرون يقال: إنهم من ذرية
العباس بن عبد المطلب ، وآخرون يقال: إنهم من
بني أمية ولا يصح عندي من ذلك شيء بيد أنه سكن مع الأكراد طائفة من السادة أبناء
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين رضي الله تعالى عنهم يقال لهم:
البرزنجية لا شك في صحة نسبهم وكذا في جلالة حسبهم، وبالجملة الأكراد مشهورون باليأس وقد كان منهم كثير من أهل الفضل بل ثبت لبعضهم الصحبة، قال الحافظ
ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة في حرف الجيم: جابان والد
ميمون روى
ابن منده من طريق
أبي سعيد مولى بني هاشم عن
أبي خلدة سمعت
ميمون بن جابان الكردي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة حتى بلغ عشرا وذكر الحديث.
وقد أخرج نحوه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في المعجم الصغير عن
ميمون الكردي عن أبيه أيضا وهو أتم منه ولفظه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=908634أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان، وأيما رجل استدان [ ص: 104 ] دينا لا يريد أن يؤدي إلى صاحبه حقه خدعه حتى أخذ ماله فمات ولم يؤد إليه دينه لقي الله وهو سارق).
ويكنى
ميمون هذا
بأبي بصير بفتح الموحدة، وقيل: بالنون، وهو كما في التقريب مقبول، هذا وأشهر الأقوال في تعيين هؤلاء القوم أنهم
بنو حنيفة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : الذي أقوله إن هذه الأقوال تمثيلات من قائلها لا تعيين القوم، وهذا وإن حصل به الجمع بين تلك الأقوال خلاف الظاهر، وقوله تعالى:
تقاتلونهم أو يسلمون على معنى يكون أحد الأمرين إما المقاتلة أو الإسلام لا ثالث لهما، فأو للتنويع والحصر لا للشك وهو كثير، ويدل لذلك قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي (أو يسلموا) بحذف النون لأن ذلك للناصب وهو يقتضي أن أو بمعنى إلا أي إلا أن يسلموا فيفيد الحصر أو بمعنى إلى أي إلى أن يسلموا، والغاية تقتضي أنه لا ينقطع القتال بغير الإسلام فيفيده أيضا كما قيل: والجملة مستأنفة للتعليل كما في قولك: سيدعوك الأمير يكرمك أو يكبت عدوك، قال في الكشف: ولا يجوز أن تكون صفة لقوم لأنهم دعوا إلى قتال القوم لا أنهم دعوا إلى قوم موصوف بالمقاتلة أو الإسلام.
وجوز بعضهم كونها حالية وحاله كحال الوصفية، وأصل الكلام ستدعون إلى قوم أولي بأس لتقاتلوهم أو يسلموا فعدل إلى الاستئناف لأنه أعظم الوصلين، ثم فيه أنهم فعلوا ذلك وحصلوا الغرض فهو يخبر عنه واقعا.
والاعتراض بأنه يلزم أن لا ينفك الوجود عن أحدهما لصدق إخباره تعالى ونحن نرى الانفكاك بأن يتركوا سدى أو بالهدنة فينبغي أن يؤول بأنه في معنى الأمر على ما في أمالي
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب غير سديد لأن القوم مخصوصون لا عموم فيهم، وكان الواقع أنهم قوتلوا إلى أن أسلموا سواء فسر القوم
ببني حنيفة أو
بثقيف وهوازن أو
فارس والروم على أن الإسلام الانقياد فما انفك الوجود عن أحدهما وقعا، وأما امتناع الانفكاك فليس من مقتضى الوضع ولا الاستعمال بل ذلك في الكلام الاستدلالي قد يتفق.
وأطال
الطيبي الكلام في هذا المقام ثم قال: الذي يقتضيه المقام ما ذهب إليه صاحب التحبير من أن
يسلمون عطف على
تقاتلونهم إما على الظاهر أو بتقديرهم يسلمون ليكون من عطف الاسمية على الفعلية وحينئذ تكون المناسبة أكثر إذ تخرج الجملة إلى باب الكناية ، والمعنى تقاتلونهم أو لا تقاتلونهم لأنهم يسلمون ، وقد وضع فيه
أو يسلمون
موضع أو لا تقاتلونهم لأنهم اذا أسلموا سقط عنهم قتالهم ضرورة ، والاستدعاء عليه ليس إلا للاختبار ، و ( أو ) للترديد على سبيل الاستعارة وفيه ما فيه ، وشاع الاستدلال بالآية على صحة إمامة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله تعالى عنه ، ووجه ذلك الإمام فقال : الداعي في قوله تعالى :
ستدعون لا يخلو من أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الأئمة الأربعة أو من بعدهم لا يجوز الأول لقوله سبحانه
قل لن تتبعونا إلخ ولا أن يكون
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه لأنه إنما قاتل البغاة والخوارج وتلك المقاتلة للإسلام لقوله عز وجل :
أو يسلمون ولا من ملك بعدهم لأنهم عندنا على الخطأ وعند الشيعة على الكفر ولما بطلت الأقسام تعين أن يكون المراد بالداعي
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان رضي الله تعالى عنهم ، ثم إنه تعالى أوجب طاعته وأوعد على مخالفته وذلك يقتضي إمامته وأي الثلاثة كان ثبت المطلوب ، أما إذا كان
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فظاهر ، وأما إذا كان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أو
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فلأن إمامته فرع إمامته رضي الله تعالى عنه ، وتعقب بأن الداعي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشعر بذلك السين قوله : لا يجوز لقوله سبحانه :
لن تتبعونا إلخ فيه أن ( لن ) لا تفيد التأبيد على الصحيح وظاهر السياق يدل على أن
[ ص: 105 ] المراد به لن تتبعونا في الانطلاق إلى خيبر كما سمعت عن محيي السنة أو هو مقيد بما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أو بما حكي عن بعض ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : القول بأنهم لم يدعوا إلى حرب في أيام الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ليس بصحيح فقد حضر كثير منهم مع
جعفر في مؤتة وحضروا حرب
هوازن معه عليه الصلاة والسلام وحضروا معه صلى الله عليه وسلم أيضا في سفرة
تبوك انتهى ، ولا يخفى أن هذا إذا صح ينفي حمل النفي على التأييد .
ومن الشيعة من اقتصر في رد الاستدلال على الدعوة في
تبوك . وتعقب بأنه لم يقع فيها ما أخبر الله تعالى به في قوله سبحانه :
تقاتلونهم أو يسلمون ومنهم من زعم أن الداعي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه وزعم كفر البغاة والخوارج عليه رضي الله تعالى عنه وأنه لو سلم إسلامهم يراد بالإسلام في الآية الانقياد إلى الطاعة وموالاة الأمير ، وفيه ما لا يخفى ، والإنصاف أن الآية لا تكاد تصح دليلا على إمامة
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله تعالى عنه إلا إن صح خبر مرفوع في كون المراد بالقوم بني حنيفة ونحوهم ودون ذلك خرط القتاد ، ونفى بعضهم صحة كون المراد بالقوم فارسا والروم لأن المراد في قوله تعالى :
تقاتلونهم أو يسلمون على ما سمعت
وفارس مجوس
والروم نصارى فلا يتعين فيهم أحد الأمرين من المقاتلة والإسلام إذ يقبل منهم الجزية ، وكذا اليهود ومشركو
العجم والصابئة عند
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وقال : يتعين كونهم مرتدين أو مشركي
العرب لأنهم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، ومثل مشركي
العرب مشركو
العجم عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله تعالى عنه فعنده لا تقبل إلا من أهل الكتاب والمجوس ، وأنت تعلم أن من فسر القوم بذلك يفسر الإسلام بالانقياد وهو يكون بقبول الجزية فلا يتم له أمر النفي فلا تغفل
فإن تطيعوا الدعي فيما دعاكم إليه
يؤتكم الله أجرا حسنا هو على ما قيل الغنيمة في الدنيا والجنة في الأخرى
وإن تتولوا عن الدعوة
كما توليتم من قبل في
الحديبية يعذبكم عذابا أليما لتضاعف جرمكم ، وهذا التعذيب قال في البحر : يحتمل أن يكون في الدنيا وأن يكون في الآخرة ، ويحتمل عندي وهو الأوفق بما قبله على ما قيل كونه فيهما ولا بأس بكون كل من الإيتاء والتعذيب في الآخرة بل لعله المتبادر لكثرة استعمالهما في ذلك ، ولا يحسن كون الأمرين في الدنيا ولا كون الأول في الآخرة أو فيها وفي الدنيا والثاني في الدنيا فقط