والسماء ذات الحبك أي الطرق جمع حبيكة كطريقة ، أو حباك كمثال ومثل ، ويقال : حبك الماء للتكسر الجاري فيه إذ مرت عليه الريح ، وعليه قول
زهير يصف غديرا :
مكلل بأصول النجم تنسـجـه ريح خريق لضاحي مائه حبك
وحبك الشعر لآثار تثنيه وتكسره ، وتفسيرها بذلك مروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=15097والكلبي nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، والمراد بها إما الطرق المحسوسة التي تسير فيها الكواكب ، أو المعقولة التي تدرك بالبصيرة وهي ما تدل على وحدة الصانع وقدرته وعلمه وحكمته جل شأنه إذا تأملها الناظر ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والربيع : ذات الخلق المستوي الجيد ، وفي رواية أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد المتقنة البنيان ، وقيل : ذات الصفاقة وهي أقوال متقاربة وكأن الحبك عليها من قولهم :
حبكت الشيء أحكمته وأحسنت عمله وحبكت العقدة أوثقتها ، وفرس محبوك المعاقم - وهي المفاصل - أي محكمها ، وفي الكشف أصل الحباكة الصفاقة وجودة الأثر ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن - حبكها - نجومها ، والظاهر أن إطلاق الحبك على النجوم مجاز لأنها تزين السماء كما يزين الثوب الموشى حبكه وطرائق وشيه فكأنه قيل : ذات النجوم التي هي كالحبك أي الطرائق في التزيين ، واستظهر في السماء أنه جنس أريد به جميع السماوات وكون كل واحدة منها ذات حبك بمعنى مستوية الخلق جيدته ، أو متقنة البنيان أو صفيقة ، أو ذات طرق معقولة ظاهر ، وأما كون كل منها كذلك بمعنى ذات طرق محسوسة فباعتبار أن الكواكب في أي سماء كانت تسير مسامتة لسائر السماوات ، فممراتها باعتبار المسامتة طرق ، وبمعنى ذات النجوم فباعتبار أن النجوم في أي سماء كانت تشاهد في سائر السماوات بناء على أن السماوات شفافة لا يحجب كل منها إدراك ما وراءه ، وأخرج
ابن منيع عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال : هي السماء السابعة ، وعن
عبد الله بن عمرو مثله فتدبر ولا تغفل.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بخلاف عنه
وأبو مالك الغفاري وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة وأبو السمال [ ص: 5 ] ونعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو «الحبك » بإسكان الباء على زنة القفل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة بفتحها جمع حبكة مثل طرفة وطرف وبرقة وبرق ،
وأبو مالك الغفاري nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بخلاف عنه أيضا بكسر الحاء والباء - كالإبل - وهو على ما ذكر
الخفاجي اسم مفرد ورد على هذا الوزن شذوذا وليس جمعا ،
وأبو مالك nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وأبو حيوة أيضا بكسر الحاء وإسكان الباء - كالسلك - وهو تخفيف فعل مكسور الفاء والعين وهو اسم مفرد لا جمع لأن فعلا ليس من أبنية الجموع - قاله في البحر -
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وأبو مالك أيضا بفتحهما - كالجبل - قال
أبو الفضل الرازي : فهو جمع حبكة مثل عقبة وعقب ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن أيضا بكسر الحاء وفتح الباء كالنعم ،
وأبو مالك أيضا بكسر الحاء وضم الباء وذكرها
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أيضا ثم قال : هي قراءة شاذة غير متوجهة وكأنه بعد أن كسر الحاء توهم قراءة الجمهور فضم التاء وهذا من تداخل اللغات وليس في كلام
العرب هذا البناء أي لأن فيه الانتقال من خفة إلى ثقل على عكس ضرب مبنيا للمفعول ، وقال صاحب اللوامح : هو عديم النظير في العربية في أبنيتها وأوزانها ولا أدري ما وراءه انتهى .
وعلى التداخل تأول النحاة هذه القراءة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : الأحسن عندي أن يكون ذلك مما أتبع فيه حركة الحاء لحركة تاء ( ذات ) في الكسر ولم يعتد باللام الساكنة لأن الساكن حاجز غير حصين .