فاكهين متلذذين
بما آتاهم ربهم من الإحسان ، وقرئ - فكهين - بلا ألف ، ونصبه في القراءتين على الحال من الضمير المستتر في الجار والمجرور أعني من جنات الواقع خبرا لأن ، وقرأ
خالد - فاكهون - بالرفع على أنه
[ ص: 31 ] الخبر ، وفي جنات متعلق به لكنه قدم عليه للاهتمام ، ومن أجاز بعدد الخبر أجاز أن يكون خبرا بعد خبر
ووقاهم ربهم عذاب الجحيم عطف على «في جنات » على تقدير كونه خبرا كأنه قيل : استقروا ( في جنات ووقاهم ربهم ) إلخ ، أو على ( آتاهم ) إن جعلت (ما مصدرية أي فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم ، ولم يجوز كثير عطفه عليه إن جعلت موصولة إذ يكون التقدير فاكهين بالذي وقاهم ربهم فلا يكون راجعا إلى الموصول ، وجوزه بعض بتقدير الراجع أي وقاهم به على أن الباء للملابسة ، وفي الكشف لم يحمل على حذف الراجع لكثرة الحذف ولو درج نصا . والفعل من المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو مسموع عند بعضهم ، ولا يخفى أنه وجه سديد أيضا ، والمعنى عليه أسد لأن الفكاهة تلذذ يشتغل به صاحبه والتلذذ بالإيتاء يحتمل التجدد باعتبار تعدد المؤتى إما بالوقاية أي على تقدير المصدرية فلا ، وأقول لعله هو المنساق إلى الذهن ، وجوز أن يكون حالا بتقدير قد أو بدونه إما من المستكن في الخبر أو في الحال . وإما من فاعل آتى أو من مفعوله . أو منهما ، وإظهار الرب في موقع الإضمار مضافا إلى ضميرهم للتشريف والتعليل . وقرأ
أبو حيوة « وقاهم » بتشديد القاف