أفمن هذا الحديث أي القرآن
تعجبون إنكارا
وتضحكون استهزاء مع كونه أبعد شيء من ذلك
ولا تبكون حزنا على ما فرطتم في شأنه وخوفا من أن يحيق بكم ما حاق بالأمم المذكورة
وأنتم سامدون أي لاهون كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس جوابا
لنافع بن الأزرق ، وأنشد عليه قول
هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم
عاد :
ليت عادا قبلوا الحق ولم يبدوا جحودا قيل قم فانظر إليهم
ثم دع عنك السمودا
وفي رواية أنه رضي الله تعالى عنه سئل عن السمود ، فقال : البرطمة وهي رفع الرأس تكبرا أي وأنتم رافعون رؤوسكم تكبرا ، وروي تفسيره بالبرطمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أيضا ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : السامد اللاهي الرافع رأسه - من سمد البعير في سيره - إذا رفع رأسه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : السمود الغناء بلغة حمير يقولون : يا جارية اسمدي لنا أي غني لنا ، وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، وأخرج
عبد الرازق .
nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في سننه . وجماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : هو الغناء باليمانية وكانوا إذا سمعوا القرآن غنوا تشاغلا عنه ، وقيل : يفعلون ذلك ليشغلوا الناس عن استماعه ، والجملة الاسمية على جميع ذلك حال من فاعل - لا تبكون - ومضمونها قيد للنفي والإنكار متوجه إلى نفي البكاء ووجود السمود ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : السمود الجمود والخشوع كما في قوله :
رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا
والجملة عليه حال من فاعل - تبكون - أيضا إلا أن مضمونها قيد للمنفي ، والإنكار وارد على نفي البكاء والسمود معا فلا تغفل ، وفي حرف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي وعبد الله - تضحكون - بغير واو ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن - تعجبون تضحكون - بغير واو وضم التاءين وكسر الجيم والحاء ، واستدل بالآية كما في أحكام القرآن على
استحباب البكاء عند سماع القرآن وقراءته ، أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في شعب الإيمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : لما نزلت
أفمن هذا الحديث الآية
بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال عليه الصلاة والسلام : لا يلج النار من بكى من خشية الله تعالى ولا يدخل الجنة مصر على معصيته ولو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم » وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة وهناد وغيرهم عن
صالح أبي الخليل قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104459«لما نزلت هذه الآية أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم » ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد «فما رئي النبي عليه الصلاة والسلام ضاحكا ولا مبتسما حتى ذهب من الدنيا » وفيه سد باب الضحك عند قراء القرآن ولو لم يكن استهزاء والعياذ بالله عز وجل .