كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون بيان
[ ص: 84 ]
لغاية قبح ما فعلوه ، وكبر من باب بئس فيه ضمير مبهم مفسر بالنكرة بعده ، و
أن تقولوا هو المخصوص بالذم ، وجوز أن يكون في
كبر ضمير يعود على المصدر المفهوم من قوله سبحانه :
لم تقولون أي كبر هو أي القول مقتا و
أن تقولوا بدل من المضمر أو خبر مبتدأ محذوف ، وقيل : قصد فيه كثر التعجب من غير لفظه كما في قوله :
وجارة جساس أبأنا بنابها كليبا غلت ناب كليب بواؤها
ومعنى التعجب تعظيم الأمر في قلوب السامعين ، وأسند إلى
أن تقولوا ونصب
مقتا على تفسيره دلالة على أن قولهم :
ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه لفرط تمكن المقت منه ، واختير لفظ المقت لأنه أشد البغض وأبلغه ، ومنه نكاح المقت لتزوج الرجل امرأة أبيه ، ولم يقتصر على أن جعل البغض كبيرا حتى جعل أشده وأفحشه ، وعند الله أبلغ من ذلك لأنه إذا ثبت كبر مقته عند الله تعالى الذي يحقر دونه سبحانه كل عظيم فقد تم كبره وشدته وانزاحت عنه الشكوك ، وتفسير المقت بما سمعت ذهب إليه غير واحد من أهل اللغة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : المقت البغض من أجل ذنب أو ريبة أو دناءة يصنعها الممقوت ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : رجل ممقوت ومقيت إذا كان يبغضه كل واحد ، واستدل بالآية على وجوب
الوفاء بالنذر وعن بعض السلف أنه قيل له : حدثنا فسكت ، فقيل له : حدثنا فقال : وما تأمرونني أن أقول ما لا أفعل ؟ فأستعجل مقت الله عز وجل ،