والفاء في قوله تعالى
فلما رأوه فصيحة معربة عن تقدير جملتين وترتيب الشرطية عليهما كأنه قيل وقد أتاهم الموعود فرأوه فلما رأوه إلخ، وهذا
[ ص: 21 ] نظير قوله تعالى
فلما رآه مستقرا عنده [النمل: 40] إلا أن المقدر هناك أمر واقع مرتب على ما قبله بالفاء وهاهنا أمر منزل منزلة الواقع وارد على طريقة الاستئناف وقوله تعالى
زلفة حال من مفعول رأوه إما بتقدير المضاف أي ذا زلفة وقرب أو على أنه مصدر بمعنى الفاعل أي مزدلفا أو على أنه مصدر نعت به مبالغة أو ظرف أي رأوه في مكان ذي زلفة، وفسر بعضهم الزلفة بالقريب والأمر عليه ظاهر وكذا على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد من تفسيره بالحاضر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : الزلفة المنزلة والحظوة وما في الآية قيل معناه زلفة المؤمنين، وقيل زلفة لهم . واستعمل الزلفة في منزلة العذاب كما استعملت البشارة ونحوها من الألفاظ انتهى . ولا زلفة في كلا القولين
سيئت وجوه الذين كفروا سامتها رؤيته بأن غشيتها بسبها الكآبة ورهقها القتر والذلة ووضع الموصول موضع ضميرهم لذمهم بالكفر وتعليل الساءة به وأشم
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء وشيبة nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي كسر سين «سيئت» الضم ( وقيل ) توبيخا لهم وتشديد العذاب بهم
هذا الذي كنتم به تدعون أي تطلبونه في الدنيا وتستعجلونه إنكارا واستهزاء على أنه تفتعلون من الدعاء والباء صلة الفعل وقيل هو من الدعوى أي تدعون أن لا بعث ولا حشر فالباء سببية أو للملابسة باعتبار الذكر .
وأيد التفسير الأول بقراءة
أبي رجاء nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وابن يسار وعبد الله بن مسلم وسلام nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب «تدعون» بسكون الدال وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة وأبي زيد وعصمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في سورة المعارج أن يدعون مخففا من قولهم دعا بكذا إذا استدعاه وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أنه من دعوت أدعو والمعنى هذا الذي كنتم به تستعجلون وتدعون الله تعالى بتعجيله يعني قولهم
إن كان هذا هو الحق من عندك [الأنفال: 32] إلخ وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن الموعود عذاب يوم
بدر وهو بعيد وأما ما قيل من أن الموعود الخسف والحاصب وقد وقعا لأن المراد بالخسف الذل كما في قوله:
ولا يقيم على خسف يراد به إلا الأذلان عير الحي والوتد
وبالحاصب الحصى وقد رمى صلى الله عليه وسلم به في وجوههم كما في الخبر المشهور، أو لم يقعا بناء على ما عرف أولا من المراد بهما ولا يضر ذلك إذ تخلف الوعيد لا ضير فيه فليس بشيء كما لا يخفى وكان كفار
مكة يدعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالهلاك فقال سبحانه له عليه الصلاة والسلام .