ومكروا عطف على صلة ( من ) والجمع باعتبار معناها كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار لفظها وكان فيه إشارة إلى اجتماعهم في المكر ليكون أشد وأعظم . وقيل عطف على
عصوني والأول أنسب لدلالته على أن المتبوعين ضموا إلى الضلال الإضلال وهو الأوفق بالسياق فإن المتبادر أن ما بعده من صفة الرؤساء أيضا واعتبار ذلك العطف على أن المعنى مكر بعضهم ببعض وقال بعضهم لبعض خلاف المتبادر
مكرا كبارا أي كبيرا في الغاية فهو من صيغ المبالغة قال
nindex.php?page=showalam&ids=16747عيسى بن عمر : هي لغة يمانية وعليها قول الشاعر:
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي بالحسن قلب المسلم القراء
وقوله:
والمرء يلحقه بفتيان الندى خلق الكريم وليس بالوضاء
وقد سمع بعض الأعراب الجفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية فقال: ما أفصح ربك يا
محمد وإذا اعتبر التنوين في مكرا للتفخيم زاد أمر المبالغة في مكرهم أي كبيرا في الغاية وذلك احتيالهم في الدين وصدهم للناس عنه وإغراءهم وتحريضهم على أذية
نوح عليه السلام .
وقرأ
عيسى وابن محيصن وأبو السمال «كبارا» بتخفيف الباء وهو بناء مبالغة أيضا إلا أنها دون
[ ص: 77 ] المبالغة في المشدد ومثل كبار في ذلك حسان وطوال وعجاب وجمال إلى ألفاظ كثيرة وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وابن محيصن فيما روى عنه
وهب بن واضح «كبارا» بكسر الكاف وفتح الباء قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري هو جمع كبير كأنه جعل
مكرا مكان ذنوب أو أفاعيل يعني فلذلك وصف بالجمع .