لنفتنهم فيه أي لنختبرهم كيف يشكرونه أي لنعاملهم معاملة المختبر وقيل لو استقام الجن على الطريقة المثلى أي لو ثبت أبوهم الجان على ما كان عليه من عبادة الله تعالى وطاعته سبحانه ولم يتكبر عن السجود
لآدم ولم يكفر وتبعه ولده على الإسلام لأنعمنا عليهم ووسعنا رزقهم لنختبرهم ويجوز على هذا رجوع الضمير إلى (القاسطين وهو المروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير واعتبار المثلى قيل لأن التعريف للعهد والمعهود طريقة الجن المفضلة على غيرها وقيل لأن جعلها طريقة وما عداها ليس بطريقة يفهم منه كونه مفضلة .
وقيل المعنى أنه لو استقام الجن على طريقتهم وهي الكفر ولم يسلموا باستماع القرآن لوسعنا عليهم الرزق استدراجا لنوقعهم في الفتنة ونعذبهم في كفران النعمة وروي نحو هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك والربيع بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم وأبي مجلز بيد أنهم أعادوا الضمير على من أسلم وقالوا أي لو كفر من أسلم من الناس
لأسقيناهم إلخ وهو مخالف للظاهر لاستعمال الاستقامة على الطريقة في الاستقامة على الكفر وكون النعمة المذكورة استدراجا من غير قرينة عليه مع أن قوله تعالى
ولو أن أهل القرى آمنوا [الأعراف: 96] إلخ يؤيد الأول .
وزعم
الطيبي أن التذييل بقوله ( عز وجل ومن يعرض عن ذكر ربه ) إلخ ينصر ما قيل قال لأنه توكيد لمضمون السابق من الوعيد أي لنستدرجهم فيتبعوا الشهوات التي هي موجبة للبطر والإعراض عن ذكر الله تعالى وفيه نظر والذكر مصدر مضاف لمفعوله تجوز به عن العبادة أو هو بمعنى التذكير مضاف لفاعله ويفسر بالموعظة وقال بعضهم المراد بالذكر الوحي أن
ومن يعرض عن عبادة ربه تعالى أو عن موعظته سبحانه أو عن وحيه ( عز وجل يسلكه ) مضمن معنى ندخله ولذا تعدى إلى المفعول الثاني أعني قوله تعالى
عذابا صعدا بنفسه دون في أو هو من باب الحذف والإيصال والصعد مصدر وصف به مبالغة أو تأويلا أي ندخله عذابا يعلو المعذب ويغلبه وفسر بشاق يقال فلان في صعد من أمره أي في مشقة ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه ما تصعدني شيء كما تصعدني خطبة النكاح أي ما شق علي وكأنه أخذ إنما قال ذلك لأنه كان من عادتهم أن يذكروا جميع ما كان في الخاطب من الأوصاف الموروثة والمكتسبة فكان يشق عليه ارتجالا، أو كان يشق أن يقول الصدق في وجه الخاطب وعشيرته وقيل إنما شق من الوجوه ونظر بعضهم إلى بعض وقال
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : صعد جبل في النار قال
الخدري كلما وضعوا أيديهم عليه ذابت وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة هو صخرة ملساء في جهنم يكلف صعودها فإذا انتهى إلى أعلاها جدر إلى جهنم .
فعلى هذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : يجوز أن يكون بدلا من عذاب على حذف مضاف أي عذاب صعد ويجوز أن يكون مفعول نسلكه وعذابا مفعول من أجله الكوفيون
يسلكه بالياء وباقي السبعة بالنون
وابن جندب بالنون من أسلك وبعض التابعين بالياء كذلك وهما لغتان سلك وأسلك قال الشاعر يصف جيشا مهزومين:
[ ص: 91 ] حتى إذا أسلكوهم في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا
وقرأ قوم «صعدا» بضمتين
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بضم الصاد وفتح العين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن معناه لا راحة فيه .