فإذا برق البصر تحير فزعا وأصله من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره ومنه قول
ذي الرمة :
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا كاد يبرق
ونظيره قمر الرجل إذا نظر إلى القمر فدهش بصره، وكذلك ذهب وبقر للدهش من النظر إلى الذهب والبقر فهو استعارة أو مجاز مرسل لاستعماله في لازمه أو في المطلق . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع وزيد بن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي وأبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم وهارون ومحبوب كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو وخلق آخرون «برق» بفتح الراء فقيل هي لغة في «برق» بالكسر وقيل هو من البريق بمعنى لمع من شدة شخوصه .
وقرأ
أبو السمال «بلق» باللام عوض الراء أي انفتح وانفرج يقال بلق الباب أبلقته وبلقته فتحته هذا قول أهل اللغة إلا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء فإنه يقول بلقه وأبلقه إذا أغلقه وخطأه
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب وزعم بعضهم أنه من الأضداد والظاهر أن اللام فيه أصلية وجوز أن تكون بدلا من الراء فهما يتعاقبان في بعض الكلم نحو نتر ونتل ووجر ووجل
وخسف القمر ذهب ضوءه وقرأ
أبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ويزيد بن قطيب «خسف القمر» على البناء للمفعول
وجمع الشمس والقمر حيث يطلعهما الله تعالى من المغرب على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ولا ينافيه الخسوف إذ ليس المراد به مصطلح أهل الهيئة وهو ذهاب نور القمر لتقابل النيرين وحيلولة الأرض بينهما بل ذهاب نوره لتجل خاص في ذلك اليوم أو لاجتماعه مع الشمس وهو المحاق، وجوز أن يكون الخسوف بالمعنى الاصطلاحي ويعتبر في وسط الشهر مثلا ويعتبر الجمع في آخره إذ لا دلالة على اتحاد وقتيهما في النظم الجليل، وأنت تعلم أن هذا خسوف يزري بحال أهل الهيئة ولا يكاد يخطر لهم ببال كالجمع المذكور .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
عطاء بن يسار قال: يجمعان ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى وتوسعة البحر أو تصغيرهما مما لا يعجز الله عز وجل وأحوال يوم القيامة على خلاف النمط الطبيعي وحوادثه أمور وراء الطبيعة فلا يقال أين البحر من جرم القمر فضلا عن جرم الشمس الذي هو بالنسبة إليها كالبعوضة بالنسبة إلى الفيل ولا كيف يجمعان ويقذفان، وقيل: يجمعان أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران في النار وعن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس يجمعان ويجعلان في نور الحجب وقيل يجمعان ويقربان من الناس فيلحقهم العرق لشدة الحر وقيل جمعا في ذهاب الضوء .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج فالجمع مجاز عن التساوي صفة وفيه بعد إذ كان الظاهر عند إرادة ذلك أن يقال من أول الأمر وخسف الشمس والقمر ولا غبار في نسبة الخسوف إليهما لغة وكذا الكسوف ولم يلحق الفعل علامة التأنيث لتقدمه وكون الشمس مؤنثا مجازيا وفي مثله يجوز الأمران وكان اختيار ترك الإلحاق لرعاية حال القمر المعطوف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إن التذكير حمل على المعنى والتقدير جمع النوران أو الضياءان وليس بذاك .