إنا أعتدنا هيأنا
للكافرين من أفراد الإنسان الذي هديناه السبيل
سلاسل بها يقادون
وأغلالا بها يقيدون
وسعيرا بها يحرقون وتقديم وعيدهم مع تأخرهم للجمع بينهما في الذكر كما في قوله تعالى
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم [آل عمران: 106] الآية ولأن الإنذار أنسب بالمقام وحقيق بالاهتمام ولأن تصدير الكلام وختمه بذكر المؤمنين أحسن على أن وصفهم تفصيلا ربما يخل تقديمه بتجارب أطراف النظم الكريم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش «سلاسلا» بالتنوين وصلا وبالألف المبدلة منه وقفا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وفيه وجهان أحدهما أن تكون هذه النون بدلا عن حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف .
والثاني أن يكون صاحب القراءة ممن ضرى برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف . وفي الأول أن الإبدال من حروف الإطلاق في غير الشعر قليل كيف وضم إليه إجراء الوصل مجرى الوقف . وفي الثاني تجويز القراءة بالتشهي دون سداد وجهها في العربية والوجه أنه لقصد الازدواج والمشاكلة فقد جوزوا لذلك صرف ما لا ينصرف لا سيما الجمع فإنه سبب ضعيف لشبهه بالمفرد في جمعه كصواحبات يوسف ونواكسي الأبصار ولهذا جوز بعضهم صرفه مطلقا كما قيل .
والصرف في الجمع أتى كثيرا حتى ادعى قوم به التخييرا
[ ص: 154 ] وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش عن قوم من
العرب أن لغتهم صرف كل ما لا ينصرف إلا أفعل من وصرف «سلاسلا» ثابت في مصاحف
المدينة ومكة والكوفة والبصرة وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود وروى
هشام عن
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر «سلاسل» في الوصل وسلاسلا بألف دون تنوين في الوقف .