وقوله تعالى
قواريرا من فضة بدل والكلام على التشبيه البليغ فالمراد تكونت جامعة بين صفاء الزجاجة وشفيفها ولين الفضة وبياضها . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم ير الماء من ورائها ولكن قوارير الجنة ببياض الفضة مع صفاء القوارير . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عنه أنه قال: ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتم في الدنيا شبهه إلا قوارير من فضة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر بتنوين «قوارير» في الموضعين وصلا وإبداله ألفا وقفا
nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير يمنع صرف الثاني ويصرف الأول لوقوعه في الفاصلة وآخر الآية، وقف عليه بألف مشاكلة لغيره من كلمات الفواصل والتنوين عند
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في الأول بدل من ألف الإطلاق كما في قوله:
يا صاح ما هاج العيون الذرفن
وفي الثاني للاتباع فتذكر، والقراءة بمنع صرفهما
لحفص nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة وأبي عمرو وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش الثاني «قوارير» بالرفع أي هي قوارير
قدروها تقديرا أي قدروا تلك القوارير في أنفسهم فجاءت حسب ما قدروا لا مزيد على ذلك ولا يمكن أن يقع زيادة عليه، وفي معناه قول
الطائي :
ولو صورت نفسك لم تزدها على ما فيك من كرم الطباع
[ ص: 160 ] فإنه ينبئ عن كون نفسه خلقت على أتم ما ينبغي من مكارم الصفات بحيث لا مزيد على ذلك فضمير
قدروها للأبرار المطاف عليهم أو قدروا شرابها على قدر الري وهو ألذ للشارب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أتوا بها على الحاجة لا يفضلون شيئا ولا يشتهون بعدها شيئا وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد تقديرها أنها ليست بالملأى التي تفيض ولا بالناقصة التي تغيض، فالضمير على ما هو الظاهر للسقاة الطائفين بها المدلول عليه بقوله تعالى ( يطاف عليهم) .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال قدرتها السقاة وقيل: المعنى قدروها بأعمالهم الصالحة فجاءت على حسبها والضمير على هذا قيل للملائكة وقيل للسقاة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس والسلمي nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي والجحدري nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو وابن عبد الخالق عن
يعقوب وغيرهم «قدروها» على البناء للمفعول واختلف في تخريجها فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : كان اللفظ قدروا عليها، وفي المغني قلب لأن حقيقته أن يقال قدرت عليهم فهو نحو قوله تعالى
ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة [القصص: 76] وقول
العرب إذا طلعت الجوزاء ارتقى العود على الحرباء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وجه ذلك أن يكون من قدرت الشيء بالتخفيف أي بينت مقداره فنقل إلى التفعيل فتعدى لاثنين أحدهما الضمير النائب عن الفاعل، والثاني ها والمعنى جعلوا قادرين لها كما شاؤوا وأطلق لهم أن يقدروا على حسب ما اشتهوا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : قدرت الأواني على قدر ريهم ففسر بعضهم هذا بأن في الكلام حذفا وهو أنه كان قدر على قدر ريهم إياها فحذف على فصار قدر نائب الفاعل ثم حذف فصار ريهم نائب الفاعل ثم حذف وصاروا والجمع نائب الفاعل واتصل المفعول الثاني بقدر فصار قدرها وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان الأقرب أن يكون الأصل قدر ريهم منها تقديرا فحذف المضاف وهو الري وأقيم الضمير مقامه فصار قدروا منها ثم اتسع في الفعل فحذفت من ووصل الفعل إلى الضمير بنفسه فصار
قدروها فلم يكن فيه إلا حذف مضاف واتساع في المجرور .
ولا يخفى أن القلب زيف وما قرره البعض تكلف جدا وفي كون ما اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان أقرب مما اختاره جار الله نظر ولعله أكثر تكلفا منه.