إن جهنم كانت مرصادا شروع في تفصيل أحكام الفصل الذي أضيف إليه اليوم إثر بيان هوله، والمرصاد اسم مكان كالمضمار للموضع الذي تضمر فيه الخيل ومفعال يكون كذلك على ما صرح به nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب والجوهري وغيرهما، كما يكون اسم آلة وصفة مشبهة للمبالغة، والظاهر أنه حقيقة في الجميع؛ أي: موضع رصد وترقب ترصد فيه خزنة النار الكفار ليعذبوهم. وقيل: ترصد فيه خزنة الجنة المؤمنين ليحرسوهم من فيحها في مجازهم عليها. وقيل: ترصد فيه الملائكة عليهم السلام الطائفتين لتعذب إحداهما وهي المؤمنة، وتعذب الأخرى وهي الكافرة، وجوز أن يكون صيغة مبالغة كمنحار؛ أي مجدة في ترصد الكفرة لئلا يشذ منهم واحد أو مجدة في ترصد المؤمنين لئلا يتضرر أحد منهم من فيحها أو مجدة في ترصد الطائفتين على نحو ما سمعت آنفا، وإسناد ذلك إليها مجاز أو على سبيل التشبيه.

وفي البحر: إن مرصادا معنى النسب؛ أي: ذات رصد، وقد يفسر المرصاد بمطلق الطريق وهو أحد معانيه فيكون للطائفتين، ومن هنا قال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن كما أخرج عنه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد في الآية، لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كما أخرج هؤلاء عنه أيضا: اعلموا أنه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار.