وقوله تعالى:
متاعا لكم ولأنعامكم قيل: مفعول له؛ أي: فعل ذلك تمتيعا لكم ولأنعامكم؛ لأن فائدة ما ذكر من الدحو وإخراج الماء والمرعى واصلة إليهم ولأنعامهم؛ فإن المرعى كما سمعت مجاز عما يأكله الإنسان وغيره، وقيل: مصدر مؤكد لفعله المضمر؛ أي: متعكم بذلك متاعا أو مصدر من غير لفظه؛ فإن قوله تعالى:
أخرج منها ماءها ومرعاها في معنى: متع بذلك، وأورد على الأول أن الخطاب لمنكري البعث، والمقصود هو تمتيع المؤمنين فلا يلائم جعل تمتيع الآخرين كالغرض؛ فالأولى ما بعده، وأجيب بأن خطاب المشافهة وإن كان خاصا بالحاضرين إلا أن حكمه عام كما تقرر في الأصول، فالمآل إلى تمتيع الجنس، وأيضا النصب على المصدرية بفعله المقدر لا يدفع المحذور؛ لكونه استئنافا لبيان المقصود ولا يخفى أن كون المقصود هو تمتيع المؤمنين محل بحث.