فأنت له تصدى أي: تتصدى وتتعرض بالإقبال عليه والاهتمام بإرشاده واستصلاحه، وفيه مزيد تنفير له صلى الله تعالى عليه وسلم عن مصاحبتهم؛
[ ص: 41 ] فإن الإقبال على المدبر مخل بالمروءة، ومن هنا قيل:
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ولا ألين لمن لا يبتغي ليني والله لو كرهت كفي مصاحبتي
يوما لقلت لها عن صحبتي بيني
وقرأ
الحرميان: «تصدى» بتشديد الصاد على أن الأصل تتصدى فقلبت التاء صادا وأدغمت، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: «تصدى» بضم التاء وتخفيف الصاد مبنيا للمعفول؛ أي: تعرض، ومعناه: يدعوك إلى التصدي والتعرض له داع من الحرص ومزيد الرغبة في إسلامه، وأصل «تصدى» على ما في البحر تصدد من الصدد وهو ما استقبلك وصار قبالتك يقال: داري صدد داره؛ أي: قبالتها، وقيل: من الصدى وهو العطش، وقيل: من الصدى؛ وهو الصوت المعروف.