والفاء في قوله عز وجل:
فإن مع العسر يسرا على ما في الكشاف فصيحة. والكلام وعد له صلى الله تعالى عليه وسلم مسوق للتسلية والتنفيس. قال: كان المشركون يعيرون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
[ ص: 170 ] والمؤمنين بالفقر والضيقة حتى سبق إلى ذهنه الشريف عليه الصلاة والسلام أنهم رغبوا عن الإسلام لافتقار أهله واحتقارهم، فذكره سبحانه ما أنعم به عليه من جلائل النعم ثم قال تعالى شأنه:
إن مع العسر يسرا كأنه قال سبحانه: خولناك ما خولناك فلا تيأس من فضل الله تعالى؛ فإن مع العسر الذي أنتم فيه يسرا وهو ظاهر في أن (أل) في العسر للعهد، وأما التنوين في «يسرا» فللتفخيم كأنه قيل: إن مع العسر يسرا عظيما وأي يسر، والمراد به ما تيسر لهم من الفتوح في أيام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أو يسر الدنيا مطلقا.