إن ربهم أي المبعوثين كنى عنهم بعد الإحياء الثاني بضمير العقلاء بعدما عبر عنهم قبل ذلك بما بناء على تفاوتهم في الحالين.
بهم بذواتهم وصفاتهم وأحوالهم بتفاصيلها.
يومئذ أي يوم إذ يكون ما عد من بعث ما في القبور وتحصيل ما في الصدور، والظرفان متعلقان بقوله تعالى:
لخبير أي: عالم بظواهر ما عملوا وبواطنه علما موجبا للجزاء متصلا به كما ينبئ عنه تقييده بذلك اليوم، وإلا فمطلق علمه عز وجل بما كان وما سيكون، وقرأ
أبو السمال والحجاج: «أن ربهم بهم يومئذ خبير» بفتح همزة أن وإسقاط لام التأكيد، فأن وما بعدها في تأويل مصدر معمول ل «يعلم» على ما استظهره بعضهم، وأيد به كون يعلم معلقة عن العمل في أن ربهم إلخ على قراءة الجمهور لمكان اللام وإذا على هذا لا يجوز تعلقها ب «خبير» أيضا لكونه في صفة أن المصدرية فلا يتقدم معموله عليها. ويعلم أمره مما تقدم، وقيل: الكلام على تقدير لام التعليل وهي متعلقة ب «حصل» كأنه قيل: وحصل ما في الصدور؛ لأن ربهم بهم يومئذ خبير، والأول أظهر. والله تعالى أعلم وأخبر.