وأرسلناك للناس رسولا بيان لجلالة منصبه- صلى الله عليه وسلم - ومكانته عند ربه سبحانه، بعد الذب عنه بأتم وجه، وفيه رد أيضا لمن زعم اختصاص رسالته عليه الصلاة والسلام
بالعرب، فتعريف (للناس)
[ ص: 91 ] للاستغراق، والجار متعلق بـ(رسولا) قدم عليه للاختصاص الناظر إلى قيد العموم، أي: مرسلا لكل الناس لا لبعضهم فقط كما زعموا، و(رسولا) حال مؤكدة لعاملها، وجوز أن يتعلق الجار بما عنده، وأن يتعلق بمحذوف وقع حالا من (رسولا) وجوز أيضا أن يكون (رسولا) مفعولا مطلقا، إما على أنه مصدر كما في قوله:
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بشيء ولا أرسلتهم برسول
وإما على أن الصفة قد تستعمل بمعنى المصدر مفعولا مطلقا، كما استعمل الشاعر خارجا بمعنى خروجا في قوله:
علي حلفة لا أشتم الدهر مسلما ولا (خارجا) من في زور كلام
حيث أراد كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: ولا يخرج خروجا.
وكفى بالله شهيدا على رسالتك، أو على صدقك في جميع ما تدعيه، حيث نصب المعجزات، وأنزل الآيات البينات، وقيل: المعنى: كفى الله تعالى شهيدا على عباده بما يعملون من خير أو شر، والالتفات لتربية المهابة.