[ ص: 172 ] الذين يتخذون الكافرين أولياء في موضع النصب أو الرفع على الذم، على معنى: أريد بهم الذين، أو هم الذين، ويجوز أن يكون منصوبا على اتباع المنافقين، ولا يمنع منه وجود الفاصل، فقد جوزه
العرب، والمراد بالكافرين قيل: اليهود، وقيل: مشركو
العرب، وقيل: ما يعم ذلك والنصارى، وأيد الأول بما روي أنه كان يقول بعضهم لبعض: إن أمر
محمد - صلى الله عليه وسلم لا يتم، فتولوا اليهود.
من دون المؤمنين أي: متجاوزين ولاية المؤمنين، وهو حال من فاعل (يتخذون
أيبتغون أي: المنافقون
عندهم أي: الكافرين
العزة أي: القوة والمنعة، وأصلها الشدة، ومنه قيل للأرض الصلبة: عزاز، والاستفهام للإنكار، والجملة معترضة مقررة لما قبلها، وقيل: للتهكم، وقيل: للتعجب.
فإن العزة لله جميعا أي أنها مختصة به تعالى، يعطيها من يشاء، وقد كتبها سبحانه لأوليائه، فقال عز شأنه:
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والجملة تعليل لما يفيده الاستفهام الإنكاري من بطلان رأيهم، وخيبة رجائهم.
وقيل: بيان لوجه التهكم أو التعجب، وقيل: إنها جواب شرط محذوف، أي: إن يبتغوا العزة من هؤلاء فإن العزة، إلخ، وهي على هذا التقدير قائمة مقام الجواب لا أنها الجواب حقيقة و(جميعا) قيل: حال من الضمير في الجار والمجرور لاعتماده على المبتدأ، وليس في الكلام مضاف، أي: لأولياء، كما زعمه البعض.