وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون
قوله
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا فيه ستة أوجه :
[ ص: 238 ] أحدها : فارغا من كل شيء إلا من ذكر
موسى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
الثاني : فارغا من وحينا بنسيانه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد .
الثالث : فارغا من الحزن لعلمها أنه لم يغرق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش .
الرابع : معنى فارغا أي نافرا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14808العلاء بن زيد .
الخامس : ناسيا ، قاله
اليزيدي .
السادس : معناه والها ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير . وقرأ
فضالة بن عبيد الأنصاري وهو صحابي : ( وأصبح فؤاد أم موسى فزعا ) من الفزع وفي قوله
وأصبح وجهان :
أحدهما : أنها ألقته ليلا فأصبح فؤادها فارغا في النهار .
الثاني : أنها ألقته نهارا ومعنى أصبح أي صار ، قال الشاعر:
مضى الخلفاء بالأمر الرشيد وأصبحت المدينة للوليد
إن كادت لتبدي به فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن تصيح عند إلقائه وا إبناه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : أن تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن
فرعون .
الثالث : أن تبدي بالوحي ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
لولا أن ربطنا على قلبها فيه قولان :
أحدهما : بالإيمان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثاني : بالعصمة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
لتكون من المؤمنين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : قد كانت من المؤمنين ولكن لتكون من المصدقين بأنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين .
قوله تعالى :
وقالت لأخته قصيه أي استعلمي خبره وتتبعي أثره . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، واسم أخته
كلثمة .
فبصرت به عن جنب وفيه ثلاثة أقاويل :
[ ص: 239 ] أحدها : عن جانب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : عن بعد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ومنه الأجنبي قال
علقمة بن عبدة فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب
الثاني : عن شوق ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء وذكر أنها لغة
جذام يقولون جنبت إليك [أي اشتقت] .
وهم لا يشعرون أنها أخته لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه .
قوله :
وحرمنا عليه المراضع من قبل قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لا يؤتى بمرضعة فيقبلها وهذا تحريم منع لا تحريم شرع كما قال
امرؤ القيس: جالت لتصرعني فقلت لها اقصري إني امرؤ صرعي عليك حرام
أي ممتنع :
وقوله
من قبل أي من قبل مجيء أخته وفي قوله :
من قبل وجهان :
أحدهما : ما ذكرناه .
الثاني : من قبل رده إلى أمه .
فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم الآية . وهذا قول أخته لهم حين رأته لا يقبل المراضع فقالوا لها عند قولها لهم :
وهم له ناصحون وما يدريك؟ لعلك تعرفين أهله ، فقالت : لا ولكنهم يحرصون على مسرة الملك ويرغبون في ظئره .
قوله تعالى :
فرددناه إلى أمه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا وانطلق بالبشرى إلى امرأة
فرعون قد وجدنا لابنك ظئرا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبو عمران الجوني : وكان
فرعون يعطي
أم موسى في كل يوم دينارا . وروي أنه قال
لأم موسى حين ارتضع منها : كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك؟ فقالت : لأني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني .
[ ص: 240 ] فكان من لطف الله
بموسى أن جعل إلقاء
موسى في البحر وهو الهلاك سببا لنجاته وسخر
فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق من بني إسرائيل لأجله وهو في بيته وتحت كنفه .
ولتعلم أن وعد الله حق في قوله :
إنا رادوه إليك الآية .
ولكن أكثرهم يعني من قوم
فرعون .
لا يعلمون فيه وجهان :
أحدهما : لا يعلمون ما يراد بهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثاني : لا يعلمون مثل علمها .