يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير
قوله تعالى :
يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل وهذا مثل مضروب لمثقال حبة من خردل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : من خير أو شر .
فتكن في صخرة فيها قولان :
أحدهما : أنها الصخرة التي تحت الأرض السابعة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=4708عبد الله بن الحارث وهي صخرة على ظهر الحوت ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : بلغنا أن خضرة السماء من تلك الصخرة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هذه الصخرة ليست في
[ ص: 338 ] السماء ولا في الأرض . وقيل إن هذه الصخرة هي سجين التي يكتب فيها أعمال الكفار ولا ترفع إلى السماء .
الثاني : معنى قوله في صخرة أي في جبل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله فيه وجهان :
أحدهما : بجزاء ما وازنها من خير أو شر .
الثاني : يعلمها الله فيأتي بها إذا شاء ، كذلك قليل العمل من خير أو شر يعلمه الله فيجازي عليه .
إن الله لطيف باستخراجها .
خبير بمكانها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=16617علي بن رباح اللخمي قال : لما وعظ
لقمان ابنه بهذا أخذ حبة من خردل فأتى بها البحر فألقاها في عرضه، ثم مكث ما شاء، ثم ذكرها وبسط يده، فبعث الله ذبابة فاختطفتها وحملتها حتى وضعتها في يده .
قوله تعالى :
واصبر على ما أصابك يحتمل وجهين :
أحدهما : على ما أصابك من الأذى في
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الثاني : على ما أصابك من البلوى في نفسك أو مالك .
إن ذلك من عزم الأمور فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ما أمر الله به من الأمور .
الثاني : من ضبط الأمور ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12053المفضل .
الثالث : من قطع الأمور . وفي العزم والحزم وجهان :
أحدهما : أن معناهما واحد وإن اختلف لفظهما .
الثاني : معناهما مختلف وفي اختلافهما وجهان :
أحدهما : أن الحزم الحذر والعزم القوة ، ومنه المثل : لا خير في عزم بغير حزم .
الثاني : أن الحزم التأهب للأمر والعزم النفاذ فيه ، ومنه قولهم في بعض الأمثال : رو بحزم فإذا استوضحت فاعزم .
[ ص: 339 ] قوله تعالى :
ولا تصعر خدك للناس قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع .
( تصاعر ) بألف ، وتصاعر تفاعل من الصعر وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه الكبر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : الميل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12053المفضل .
الثالث : التشدق في الكلام ، حكاه
اليزيدي ، وتصعر هو على معنى المبالغة . وفي معنى الآية خمسة أوجه :
أحدها : أنه إعراض الوجه عن الناس تكبرا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير .
الثاني : هو التشدق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الثالث : أن يلوي شدقه عند ذكر الإنسان احتقارا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11838أبو الجوزاء ، قال
عمرو بن كلثوم .
وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من صعره فتقوما
الرابع : هو أن يعرض عمن بينه وبينه إحنة هجرا له فكأنه أمر بالصفح والعفو ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس .
ولا تمش في الأرض مرحا فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني بالمعصية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثاني : بالخيلاء والعظمة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير .
الثالث : أن يكون بطرا أشرا ، قاله
ابن شجرة .
إن الله لا يحب كل مختال فخور فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المنان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر .
[ ص: 340 ] الثاني : المتكبر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثالث : البطر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=701222 (ثلاثة يشنؤهم الله : الفقير المختال ، والبخيل المنان ، والبيع الحلاف) .
فخور فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المتطاول على الناس بنفسه ، قاله
ابن شجرة .
الثاني : أنه المفتخر عليهم بما يصفه من مناقبه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثالث : أنه الذي يعدد ما أعطى ولا يشكر الله فيما أعطاه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
قوله تعالى :
واقصد في مشيك فيه خمسة أوجه :
أحدها : معناه
تواضع في نفسك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني : انظر في مشيك موضع قدمك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثالث : أسرع في مشيتك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب .
الرابع : لا تسرع في المشي ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش . وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(سرعة المشي تذهب بهاء وجه المرء) .
الخامس : لا تختل في مشيتك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير .
[ ص: 341 ] واغضض من صوتك أي اخفض من صوتك والصوت هو أرفع من كلام المخاطبة .
إن أنكر الأصوات لصوت الحمير يعني شر الأصوات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة وفيه أربعة أوجه :
أحدها : أقبح الأصوات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير .
الثاني : قد تقدم .
الثالث : أشد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الرابع : أبعد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد .
لصوت الحمير فيه وجهان :
أحدهما : أنها العطسة المرتفعة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق .
الثاني : أنه صوت الحمار .
وفي تخصيصه بالذكر من بين الحيوان وجهان :
أحدهما : لأنه أقبحها في النفس وأنكرها عند السمع وهو عند العرب مضروب به المثل ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : لأن أوله زفير وآخره شهيق .
الثاني : لأن صياح كل شيء تسبيحه إلا الحمار فإنه يصيح لرؤية الشيطان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، وقد حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر بن الحارث أنه قال : نهيق الحمار دعاء على الظلمة .
والسبب في أن ضرب الله صوت الحمار مثلا ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=68سليمان بن أرقم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أن المشركين كانوا في الجاهلية يتجاهرون ويتفاخرون برفع الأصوات فمن كان منهم أشد صوتا كان أعز ، ومن كان أخفض صوتا كان أذل ، فقال الله تعالى :
إن أنكر الأصوات لصوت الحمير أي لو أن شيئا يهاب لصوته لكان الحمار فجعلهم في المثل بمنزلته .
[ ص: 342 ]