ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون
قوله تعالى :
ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم أي عند محاسبة ربهم وفيه أربعة أوجه :
أحدها : من الغم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
[ ص: 359 ] الثاني : من الذل ، قاله
ابن شجرة .
الثالث : من الحياء ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش .
الرابع : من الندم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
ربنا أبصرنا وسمعنا فيه وجهان :
أحدهما : أبصرنا صدق وعيدك وسمعنا تصديق رسلك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثاني : أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : ، أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع .
فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون أي ارجعنا إلى الدنيا نعمل فيها صالحا .
إنا موقنون فيه وجهان :
أحدهما : مصدقون بالبعث ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش .
الثاني : مصدقون بالذي أتي به
محمد صلى الله عليه وسلم أنه حق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان : فأكذبهم الله فقال :
ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه [الأنعام : 28] الآية .
قوله تعالى :
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : هدايتها للإيمان .
الثاني :
للجنة .
الثالث : هدايتها في الرجوع إلى الدنيا لأنهم سألوا الرجعة ليؤمنوا .
ولكن حق القول مني فيه وجهان :
أحدهما : معناه سبق القول مني ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=17317ويحيى بن سلام .
الثاني : وجب القول مني ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي كما قال
كثير فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا وحقت لها العتبى لدنيا وقلت
لأملأن جهنم من الجنة والناس يعني من عصاه من الجنة والناس . وفي الجنة قولان :
أحدهما : أنه الجن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13457ابن كامل .
[ ص: 360 ] الثاني : أنهم الملائكة ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، وهذا التأويل معلول لأن الملائكة لا يعصون الله فيعذبون . وسموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار ومنه قول
زيد بن عمرو: عزلت الجن والجنان عني كذلك يفعل الجلد الصبور
قوله :
فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا فيه وجهان :
أحدهما : فذوقوا عذابي بما تركتم أمري ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثاني : فذوقوا العذاب بما تركتم الإيمان بالبعث في هذا اليوم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
إنا نسيناكم فيه وجهان :
أحدهما : إنا تركناكم من الخير ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني : إنا تركناكم في العذاب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وذوقوا عذاب الخلد وهو الدائم الذي لا انقطاع له .
بما كنتم تعلمون يعني في الدنيا من المعاصي ، وقد يعبر بالذوق عما يطرأ على النفس وإن لم يكن مطعوما لإحساسها به كإحساسها بذوق الطعام ، قال
ابن أبي ربيعة فذق هجرها إن كنت تزعم أنه رشاد ألا يا رب ما كذب الزعم