[ ص: 369 ] سورة الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا
قوله تعالى :
يا أيها النبي اتق الله وهذا وإن كان معلوما من حاله ففي أمره به أربعة أوجه :
أحدها : أن معنى هذا الأمر الإكثار من اتقاء الله في جهاد أعدائه .
الثاني : استدامة التقوى على ما سبق من حاله .
الثالث : أنه خطاب توجه إليه والمراد به غيره من أمته .
الرابع : أنه لنزول هذه الآية سببا وهو ما روي
أن nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا المدينة ليجددوا خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد بينه وبينهم فنزلوا عند عبد الله بن أبي بن سلول والجد بن قيس ومعتب بن قشير وائتمروا بينهم وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضوا عليه أمورا كره جميعها فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون أن يقتلوهم فأنزل الله : يا أيها النبي اتق الله يعني في نقض العهد الذي بينك وبينهم إلى المدة المشروطة لهم . [ ص: 370 ] ولا تطع الكافرين من أهل
مكة .
والمنافقين من أهل
المدينة فيما دعوا إليه .
إن الله كان عليما حكيما يحتمل وجهين :
أحدهما : عليما بسرائرهم حكيما بتأخيرهم .
الثاني : عليما بالمصلحة حكيما في التدبير .