وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير
قوله عز وجل :
وما آتيناهم من كتب يدرسونها يعني مشركي
قريش ما أنزل الله تعالى عليهم كتابا قط يدرسونه ، فيه وجهان :
[ ص: 455 ] أحدهما : فيعلمون بدرسه أن ما جئت به حق أم باطل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني : فيعلمون أن الله تعالى شريكا على ما زعموه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير أي ما بعثنا إليهم رسولا غيرك .
قوله عز وجل :
وكذب الذين من قبلهم يعني من قبل أمة
محمد صلى الله عليه وسلم .
وما بلغوا معشار ما آتيناهم فيه أربعة :
أحدها : يعني أنهم ما عملوا معشار ما أمروا به ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الثاني : أنه يعني ما أعطى الله سبحانه
قريشا ومن كذب
محمدا صلى الله عليه وسلم من أمته معشار ما أعطى من قبلهم من القوة والمال ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
الثالث : ما بلغ الذين من قبلهم معشار شكر ما أعطيناهم ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش .
الرابع : ما أعطى الله من قبلهم معشار ما أعطاهم من البيان والحجة والبرهان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فليس أمة أعلم من أمته ولا كتاب أبين من كتابه .
وفي المعشار ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه العشر وهما لغتان .
الثاني : أنه عشر العشر وهو العشير .
الثالث : هو عشير العشير ، والعشير عشر العشر ، فيكون جزءا من ألف جزء ، وهو الأظهر ، لأن المراد به المبالغة في التقليل .
فكذبوا رسلي فكيف كان نكير أي عقابي وفي الكلام إضمار محذوف وتقديره : فأهلكناهم فكيف كان نذير .